قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية إنه من مات ولم يحج كحج عنه وليه ابنه أو ابنته ويحصل للميت ثواب الحج، الذي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه». عاشور، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، أن من مات قبل أن يحج فلا يخلو من حالتين: إحداهما: أن يكون في حياته يستطيع الحج ببدنه وماله فهذا يجب على ورثته أن يخرجوا من ماله لمن يحج عنه؛ لكونه لم يؤد الفريضة التي مات وهو يستطيع أداءها وإن لم يوص بذلك، فإن أوصى بذلك فالأمر آكد، والحجة في ذلك قول الله سبحانه: «وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ». وتابع: والحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: إن فريضة الله على عباده أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع الحج ولا الظعن، أفأحج عنه؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((حج عن أبيك واعتمر))، وللحديث الآخر الصحيح أيضاً، أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حجي عن أمك)). وأضاف: أما الحال الثانية: فهي ما إذا كان الميت فقيراً لم يستطع الحج، أو كان شيخاً كبيراً لا يستطيع الحج وهو حي، فالمشروع لأولياء مثل هذا الشخص كابنه وبنته أن يحجوا عنه؛ للأحاديث المتقدمة؛ ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: ((لبيك عن شبرمة)) قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((من شبرمة؟)) قال: أخ لي أو قريب لي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((حججت عن نفسك؟)) قال: لا، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة).
