وصل خالد بحاح نائب الرئيس اليمني إلى مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن يوم السبت ليصبح أكبر مسؤول من حكومة اليمن في المنفى يزور المدينة منذ أن طرد مقاتلون محليون جماعة الحوثي منها. وقال مسؤولون في المطار إن بحاح الذي يتولى أيضا منصب رئيس الوزراء كان يرافقه ستة وزراء لدى وصوله من العاصمة السعودية الرياض حيث توجد الحكومة اليمنية منذ أن هرب الرئيس عبد ربه منصور هادي منها مع زحف الحوثيين المدعومين من إيران إلى عدن في مارس آذار الماضي. ومنذئذ قتل المئات في اشتباكات ضارية بين مقاتلين موالين لهادي من جهة -بدعم من ضربات جوية يشنها تحالف عربي تقوده السعودية- والحوثيين من جهة أخرى. وشكل الحوثيون تحالفا مع أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وتمكن بحاح من الترتيب لهذه الزيارة بعد ان طرد مقاتلون من قوات المقاومة الشعبية الجنوبية الحوثيين من عدن قبل اسبوعين في انتكاسة كبيرة للجماعة التي كانت تتخذ وضع الهجوم منذ استيلائها على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول الماضي. ونقل الموقع الالكتروني لقناة العربية التلفزيونية عن بحاح قوله للصحفيين بالمطار إن زيارته تجئ في اطار تحرير عدن واعادة مجريات الحياة هناك إلى طبيعتها. وتباينت التقارير بشأن مدة زيارة بحاح لعدن إذ تقول مصادر مقربة منه إنه يعتزم العودة إلى السعودية مساء السبت لكن الموقع الالكتروني لوكالة الانباء اليمنية "سبأ" التابعة للحكومة الشرعية يقول إنه سيبقى بالمدينة. وقالت الوكالة إن بحاح والوزراء المرافقين له سيباشرون مهامهم من عدن وسيشرفون على جهود الإغاثة الحكومية. وأخفقت الأطراف المتصارعة في اليمن في يونيو حزيران الماضي في التوصل لاتفاق خلال محادثات رعتها الأممالمتحدة في جنيف بغية انهاء القتال الذي أودى بحياة نحو أربعة آلاف شخص منذ مارس آذار الماضي. وباءت بالفشل أيضا جهود جديدة من جانب مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى اليمن للتوسط في اجراء محادثات أخرى. ويقول الحوثيون -الذين ينتمون للطائفة الزيدية وهي إحدى فرق الشيعة وهم الذين خاضوا عدة حروب ضد صالح قبل الاطاحة به في انتفاضة شعبية عام 2011 - إنهم يقاتلون تنظيم القاعدة وإنهم يسعون الى استئصال الفساد الحكومي. لكن السعودية تقول إن الحوثيين يخوضون حربا بالوكالة عن إيران القوة الشيعية في المنطقة. * المعونات الغذائية لم توزع بعد ويصبو سكان عدن إلى أن تكون زيارة بحاح مؤشرا على تحسن الظروف في المدينة حيث تتناثر الانقاض وتتراكم القمامة في شوارعها. وقال خالد مرشد أحد سكان عدن "نهفو لأن نرى قدرا من التقدم بشأن عودة الأمور الى طبيعتها في المدينة". وكابد سكان المدينة نقصا شديدا في إمدادات الكهرباء والمياه وغاز الطهي فيما لجأ بعض السكان إلى استخدام الحطب للطهي. وترددت شكاوى بين السكان بأن شحنات الأغذية القادمة من الجيران العرب الخليجيين لم توزع بعد. وخارج عدن استمرت الاشتباكات بين الحوثيين ومقاتلي المقاومة الشعبية. وقال الموقع الالكتروني لوكالة الانباء اليمنية "سبأ" التابعة للحكومة الشرعية إنه في محافظة الضالع الى الشمال من عدن قتل 18 مقاتلا حوثيا في اشتباكات مع قوات المقاومة الشعبية فيما تم أسر ستة آخرين. وقالت وكالة أنباء سبأ التي يديرها الحوثيون في صنعاء إن اتباع صالح والحوثيين شددوا قبضتهم على بعض المواقع العسكرية السعودية الأمامية في القطاع الجنوبي من المملكة السعودية حيث يتواصل قتال عبر الحدود. ولم يتسن التأكد من هذه التقارير من وكالة الانباء المنافسة.