يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضة داخل صفوف حزبه (العدالة والتنمية)، من بينهم من يقف في معسكر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وهو ما يفسر متابعة أردوغان لكافة تحركات معارضيه عن كثب. ويبدو أن أردوغان يخطط لإبعاد داود أوغلو عن رئاسة حزبه، بل ومن رئاسة الوزراء ليحل محله في المؤتمر العام الطارئ للحزب المقرر له شهر سبتمبر القادم، بن علي يلدريم وزير المواصلات الأسبق والمستشار الحالي للقصر الرئاسي. ويعارض أردوغان فكرة تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري ويصر على توجه البلاد الي انتخابات مبكرة في الخريف القادم، بينما يرغب داود أوغلو في تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري لعدم ضياع الوقت، وخاصة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد. والسبب الرئيسي لإصرار أردوغان على عدم تشكيل ائتلاف والتوجه لانتخابات مبكرة يعود لرغبته الشديدة في تشكيل حزبه حكومة بمفرده بعد عودة فوز حزبه بالانتخابات المبكرة المحتمل إجراءها في نوفمبر القادم حتى تحميه من كافة التهديدات القضائية والسلبيات التي يواجهها جراء طرح العديد من القضايا بحقه وأفراد أسرته. وفي الجولة الأولى من المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية ، قام داود أوغلو بجس نبض هذه الأحزاب وأثيرت خلال هذه اللقاءات الأمور المتعلقة بالمبادئ والوعود، وعلى ضوء نتائج الجولة الأولى سينتقل داود أوغلو إلى جولة اللقاءات الثانية، وفي حال الفشل في تشكيل الحكومة خلال 45 يوما ، اعتبارا من العاشر من يوليو الجاري، فمن المنتظر أن تذهب تركيا لانتخابات مبكرة. يشار إلى أنه بحسب النتائج الرسمية للانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في 7 يونيو الماضي ، لم يتمكن أي حزب من تحقيق أغلبية لتشكيل الحكومة بمفرده ، حيث فاز حزب العدالة والتنمية بنسبة 40.66% (258 مقعدا) من أصل 550 هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على 25.13% (132 مقعدا) ، وحزب الحركة القومية على 16.45% (80 مقعدا) ، وحزب الشعوب الديمقراطية الكردي على 12.96% (80 مقعدا). وكان فؤاد عوني المدون الشهير والمجهول الشخصية ، قد زعم في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ، قبل الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في 7 يونيو الماضي، أن الرئيس التركي خطط ومنذ 8 يونيو الماضي نشر الفوضى والاضطرابات في تركيا حتى يدفع البلاد للتوجه لانتخابات مبكرة والدليل على ذلك العمليات الإرهابية التي ستشهدها بعض مدن جنوب شرقي تركيا ، على حد قوله.