نفذت الشرطة التركية حملة أمنية موسعة على عدة مناطق، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، أسفرت عن اعتقالات لمشتبه بهم، فيما أدى تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن ومسلحين في إسطنبول إلى مقتل امرأة، حسب مراسل "سكاي نيوز عربية". وقال رئيس الوزراء التركي إن العملية الأمنية التي شملت 13 إقليما واستهدفت تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني، أسفرت عن اعتقال 279 مشتبها بهم على الأقل. وأضاف مكتب رئيس الوزراء في بيان: "عازمون على التصدي لتنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد على حد سواء". ونقل مراسلنا عن مصادر رسمية، أن قوات مكافحة الإرهاب مدعومة بوحدات من قوات الشغب والقوات الخاصة، شاركت في مداهمة 140 مقرا ومنزلا في إسطنبول، يشتبه في أنها تابعة لتنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني، في عملية ساندتها طائرات هليكوبتر وقوات خاصة. وشارك أكثر من 5 آلاف شرطي في المداهمات التي نفذت في 26 حيا بالعاصمة التجارية لتركيا، حسب وسائل إعلام محلية. وجاءت المداهمات بينما قصفت مقاتلات تركية 3 مواقع لتنظيم "داعش" داخل الأراضي السورية، الجمعة. وتأتي حالة الاستنفار الأمني في تركيا بعد الهجوم الانتحاري في مدينة سروج التركية القريبة من الحدود السورية، الذي نسب إلى "داعش"، فضلا عن مقتل شرطيين تركيين بنيران حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. وعقد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو اجتماعاً أمنياً مصغّراً، حضره قائد الأركان ورئيس المخابرات ومستشار وزارة الخارجية ووزيرا الداخلية والدفاع لبحث المستجدات على الحدود السورية - التركية بعد إطلاق «داعش» النار على الجيش عند معبر كيليس الحدودي. وطُرحت خطط توغُّل محدود للجيش التركي في شمال سورية، بالاستفادة من فتح قاعدة إنجرلك لتستخدمها قوات التحالف والطيران التركي. وتواجه تركيا أوقاتاً عصيبة بعدما باتت في مواجهة مباشرة مع تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني، اللذين أعلنا في آن الحرب عليها. وبينما يدفع ذلك حكومة «العدالة والتنمية» الى خطوات عسكرية حاولت مراراً تفاديها، تضغط المعارضة لدفع الحكومة الى مراجعة سياستها الخارجية التي تعتبرها سبباً لوقوع تركيا في «مستنقع الإرهاب»، وتحذّر من جرها الى حرب استنزاف طويلة.