قال الله تعالى فى محكم كتابه العزيز: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ» سورة النمل : آية 82. قال الإمام محمد متولي الشعراوي فى تفسيره للآية الكريمة: إن المراد من قوله تعالى: «أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ»، أن هذه الدابة تخرج من الأرض أو هى دابة من دواب الأرض فهى ليست من السماء، مشيراً إلى أن هذا القول فيه إهانة وتوبيخ لمن أعرضوا عن الحق، والمعنى: أنتم لم تسمعوا كلام أمثالكم من البشر ولم تفهموا من يخاطبكم بلغتكم فاسمعوا الآن من الأدنى وافهموا عنها وفسروا قولها . وأشار إمام الدعاة إلى أن الدابة ستكلم المعرضين عن الحق وستقول لهم: «أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ»، أى بآياتنا السابقة لا يؤمنون وها أنا ذا أكلمهم لأجل أن الناس ضعف علمهم ويقينهم بآيات الله تعالى فأظهرنى الله تعالى آية من آياته العجيبة ليُبين سبحانه للناس ما كانوا فيه من الباطل . وأوضح أنه قد اختلف العلماء في هذه الدابة وفي شكلها وأوصافها وكيف يأتي القول من غير مألوف القول وهو الدابة؟، ولكن ما دام أن الله تعالى أخبر بها فهي حق لا ينبغي معارضته وعلينا أن نأخذ وقوع ما حدث به القرآن قبل أن يكون دليلاً على صدقه فيما يحدث به فيما يكون.
