لم تعد مظاهر الفرح لدى العراقيين كما كانت من قبل، حيث بدت خجولة واقتصرت على مراسم أداء صلاة العيد صباحًا والتزاور العائلي الضيق واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تبادل التهنئة خاصة لدى السنة الذين بدأوا احتفالاتهم بعيد الفطر المبارك، اليوم/الجمعة/، بينما ينتظر الشيعيون أول أيام العيد، غدا السبت، حيث يتتمون اليوم أخر أيام شهر رمضان. وساهم ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية في التزام البغدادين منازلهم..وسيطرت أجواء الحرب على تنظيم (داعش) الإرهابي لاسيما في محافظة الأنبار على اهتمام العراقيين سنة وشيعة، فيما امتزجت مشاعر فرح النازحين بمعاناتهم بعيدًا عن ديارهم التي هجرهم عنها "داعش" الذي ادعي كذبًا أنه جاء لنصرة سنة العراق فشرد الملايين وأكثر ماقتل منهم. رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري زار مقر قيادة عمليات بغداد، وأطلع على سير العمليات الأمنية الجارية والخطط الموضوعة لتأمين العاصمة، وعقد اجتماعا مع القيادات العسكرية العليا حيا فيه جهود تأمين بغداد وأكد أهمية توفير الحماية للمواطنين لاسيما خلال أيام عيد الفطر المبارك. وقال الجبوري إن القوات المسلحة العراقية تخوض معركة مقدسة لحماية العراق والدفاع عن شعبه وتخوض حربا بالإنابة عن العالم ضد ارهاب داعش، مؤكدا دعمه للجيش العراقي وكافة التشكيلات العسكرية التي تقارع الإرهاب.. داعيا إلى بذل مزيد من الجهود لتحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش والعمل على إعادة النازحين لمناطقهم للمشاركة في دعم استقرارها. من جانبه، لفت قائد عمليات بغداد الفريق عبد الامير الشمري إلى أن عمليات بغداد حققت انجازات في محاربة الجريمة المنظمة وعصابات الخطف والاغتيال، وقال:ان الجيش العراقي سيضرب بيد من حديد كل من يعبث بأمن بغداد تحت اي عنوان كان. كما اطلع القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي على سير العمليات العسكرية بمشاركة الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر لتحرير الانبار وبقية المناطق من قبضة داعش. وأشاد العبادي بانتصارات القوات العراقية المشتركة منذ انطلاق عمليات تحرير الانبار، وقال - خلال زيارته مقر العمليات المشتركة وتفقده لجبهة العمليات العسكرية بالأنبار - إن التضحيات التي يبذلها المقاتلون ستسجل بأحرف من ذهب، وتدفع عن العراق وأبنائه شر الهجمة البربرية لعصابات داعش وتحافظ على وحدة العراق وأراضيه. واعتذر العبادي عن استقبال المهنئين بمناسبة عيد الفطر المبارك، ودعا إلى زيارة عوائل الشهداء والجرحى في المستشفيات وزيارة المهجرين والنازحين في المخيمات وحيثما كانوا. عيدان للفطر في العراق وأعلنت مراجع شيعية أمس أن اليوم /الجمعة/ هو المتمم لشهر رمضان، وأن عيد الفطر غدا/السبت/.. بينما أعلن المجمع الفقهي العراقي ودار الإفتاء العام لأهل السنة والجماعة في العراق ولجنة رؤية الهلال بإقليم كردستان اليوم /الجمعة/ هو أول أيام عيد الفطر المبارك.. حيث احتفل سنة العراق عربا وكردا بعيد الفطر، بينما شيعة العراق صائمون وعيدهم غدا. ولفت المرجع الأعلي لشيعة العراق علي السيستاني إلى أن لاتكفي كلمات الشكر لتفي بحق المقاتلين في ساحات القتال من الجيش والشرطة والمتطوعين والبيشمركة والعشائر على مايبذلونه في منازلة الارهابيين رغم الظروف الصعبة وقلة الامكانات في العديد من الجبهات. وقال ممثل المرجعية الدينية أحمد الصافي- في خطبة صلاة الجمعة بالصحن الحسيني بكربلاء جنوبي العراق- على الجهات الحكومية ان تبذل قصارى جهدها في دعم واسناد المقاتلين وتوفير ما يحتاجون، وقال: إنهم "يبذلون ارواحهم فداء للعراق وفي سبيل الدفاع عن ارضه وشعبة ومقدساته وما زالوا يقاتلون بكل ثبات ورباطة جأش منذ اكثر من سنة". ومن جانبه، طالب خطيب الجمعة بمسجد عبد القادر الجيلاني وسط بغداد الشيخ فالح العيساوي العراقيين بالثورة على تنظيم داعش ومساعدة القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي والعشائر، لطرد التنظيم الإرهابي من الأنبار وباقي الأراضي العراقية ، وقال: كونوا عونا لهم لتحرير الأرض المغتصبة من التكفريين الإرهابيين ، وحيا الشهداء في هذه المعركة وتمني الشفاء للجرحي والنصر للقوات العراقية. ودعا خطيب وإمام مسجد أبو حنيفة النعمان بالأعظمية شمالي بغدادالعراقيين إلى مساعدة النازحين والمهجرين وادخال الفرحة على قلوبهم في أول أيام عيد الفطر المبارك.. وقال إن الله سينصر المستضعفين ويفك أسر المحبوسين ويمكنهم في الأرض ليقيموا العدل. ومن جهتها، أعلنت مديرية شرطة محافظة النجف عن وضع خطتها الامنية الخاصة لحماية الأماكن الدينية والترفيهية والأسواق العامة في عيد الفطر بمشاركة اكثر من 25 الف عنصر امني. وقال مير اعلام شرطة النجف الرائد مقداد الموسوي انه تم اعداد خطة امنية جديدة خاصة بعيد الفطر ولحماية الزائرين الذين يقصدون المحافظة من داخل العراق وخارجه لأداء مراسم زيارة المراقد. ومن جانبه، أعلن مدير مركز شرطة ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار المقدم قاسم العبيدي اليوم أن رجلا وامرأة من أهالي الناحية توفيا نتيجة موجة الحر الشديدة التي ضربت العراق ووصلت في الجنوب الوسط إلى مستوي 53 درجة مئوية. وقال العبيدي إن رجلا كبيرا وإمرأة مريضين توفيا نتيجة الحر الشديد وانقطاع التيار الكهربائي وعدم وصول الأدوية، فضلا عن عدم توفر الكوادر التمريضية في الناحية، مناشدا الحكومة الاتحادية ووزارة الصحة بإرسال فرق طبية وأدوية ومستلزمات وكوادر تمريضية الى الناحية، خشية حدوث حالات وفاة أخرى بين المدنيين.