مفيش فايدة... هكذا يمشي الحال معنا دائما... للأسف نحن لا نتعلم أبدا من الدرس.. لا نتحرك إلا بعد فوات الأوان.. أمس كنت أمر من أمام منزل النائب العام، الشهيد هشام بركات، فقيد الأمة، فهذه المنطقة هي المنطقة التي تعيش فيها والدتي ومنزل طفولتي وصباي.. فإذا بي وجدت حراسة في المنطقة وعساكر شرطة كما لم أرى من قبل.. فلماذا الآن بعد أن فات الأوان؟ هل الإرهاب نجح في اغتيال النائب العام؟ نعم، الإرهاب نجح في اغتيال النائب العام، وفي عملية كانت "كوبي" أي نسخة طبق الأصل من محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في سبتمبر 2013، من أمام منزله بمدينة نصر... لكن هذه المرة تعلم الإرهابيين من أخطائهم، بينما ماذا نحن فاعلون؟ اكتفينا بتهنئة أنفسنا على نجاة الوزير ولم نر أي تحركات أو استعدادات لبحث أو لدراسة الأخطاء لتلافي ما حدث في الماضي وحتى لا تتكرر المحاولة. ومع ذلك الدولة الناجحة هي التي تستفيد من هزيمتها وتحولها إلى انتصار، وها هي الفرصة قد أتتنا لنصنع من جريمة اغتيال النائب العام انتصارا كبيرا على الإرهاب دون أن الالتفات لأحد ولن نهتم بمن يخوفنا بحقوق الإنسان ولا حتى الحيوان.. فقبل أن تتفوه هذه الدول (التي صنعت مصطلح حقوق الإنسان) بحقوق الإنسان، تنظر إلى ما تفعله من جرائم ضد البشرية والإنسانية من سحل وتعذيب لمن تشك فيه، لمجرد أنها تشك دون براهين أو أدلة! وإذا أمعنا النظر في أحدث سيناء الأخيرة، سنجد أن الإرهاب هو الذي بادر بشن هجوما موسعا على الأكمنة العسكرية المصرية في سيناء، أثناء انشغال المصريين وأحزانهم على فراق النائب العام، واستهدف إسقاط "الشيخ زويد"، إلا أنه فوجئ بالرد السريع لقواتنا الباسلة وخوضها معركة شرسة، "كالأسود" (حماهم الله) وقاموا بمواجهة أعداد كبيرة من الإرهابيين الذين كانوا مجهزين بأحدث الأسلحة، فهل وفقا لحقوق "..." الإنسان، ننتظر هجوما جديدا لهم بحجة "ضبط النفس"؟ قطعا من يطالبنا بذلك "فليخرس" فهذا هراء! فبعد الأحداث الجارية في سيناء، كتب علينا القتال، وقبلنا التحدي نحن المصريون، قبلنا خوض المعركة ضد الإرهاب، والنصر لنا بإذن الله، فهي أولويتنا للحفاظ على دولتنا من الكائدين الأعداء الماكرين. كما علينا أن نلقن الإرهاب درسا من خلال تكبيده خسائر فادحة، والقيام بعمليات استباقية تطارد الإرهابيين وتكشف جحورهم وخنادقهم قبل أن يبدأوا عملياتهم الخسيسة.. ويسهل ذلك من خلال الكشف عن اتصالاتهم عبر اللاسلكي والهواتف النقالة، كما استطاع أفراد الجيش أن يستمعوا لاستغاثات هؤلاء الإرهابيين من خلال التقاط أصواتهم عبر اللاسلكي أثناء عمليات جيشنا البواسل ومطاردة هؤلاء الجبناء. لم يعد أمامنا سوى المواجهة وعلينا أن نجعل هؤلاء الجرذان أن يندمون على ما فعلوا، فهذا هو النصر الحقيقي لمصرنا.. مصرنا الغالية.. أما الخيار الآخر، الذي لن نتحمله جميعا، هو الخضوع والاستسلام لحفنة عفنة من البشر.. اللهم انصر مصرنا وأعزها كما ذكرت في كتابك العزيز يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.. وتحيا جمهورية مصر العربية!