البداية كانت من مما يسمى بالإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 من مكتب الإرشاد (الرئيس الإخوانى) وتحصين كل قرارته من رقابة القضاء وعزل النائب العام ومنع حل الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى وكان هذا الإعلان بمثابة الشرارة الأولى للثورة فى 30 يونيو سارع أغلب الشعب المصرى فى أول الطريق خلف ما يسمى بالنخب السياسية والوطنية (جبهة الإنقاذ الوطنى ) ثم فى النهاية كان يسبقهم بمئات الخطوات وحتى ثورته فى 30 يونيو 2013 . فالحشد الشعبي مرة أخرى لم يكن له قيادة واضحة وبات واضحا أن الشعب المصري هو من يقود ثورته لاستعادة دولته المخطوفة والتى كانت تعد لحرب أهلية وطائفية داخلية من قبل جماعة الإخوان وحلفائهم بدأ التحضير لهذه الحرب بالاعتداء الصارخ على الكاتدرائية بالعباسية ومرورا باجتماع الأهل والعشيرة فى الصالة المغطاة فى استاد القاهرة والذى أسفر عنه الحادث المروع بسحل مسلمين شيعة مصريين (بزاوية أبو مسلم بالجيزة). لذلك كان التساؤل بعد فترة من الدراسة والتحليل المتأنى الآن، هل ما تم فى 30 يونيو تحالف سياسى لقوى سياسة وشخصيات عامة شاهدناها فى البيان الشهير فى 3 يوليو 2013 أم أننا كنا أمام حشد شعبى غاضب من كل فئات المجتمع وعلى رأسهم المرأة المصرية التى صنعت ملحمة وطنية فى الثورة وما تلاها من مناسبات رسمية وقومية وخصوصا فى الحشد للدستور الجديد وكذلك فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هذه هى الحقيقة أن الشعب المصرى سبق فى خطواته كل النخب وكل الأحزاب وأصبح هو من يقود المشهد السياسى فى هذه اللحظة التاريخية وبالتالى يجب أن تكف النخب السياسية الحديث عن ما يسمى بتحالف 30 يونيو السياسى غير الموجود أصلا، لأن الشعب احتشد مرة أخرى وبصورة أكبر بدون أى نخب سياسية أو أحزاب حينما طلب منه تفويضا شعبيا لمحاربة الإرهاب فنزل عدد أكبر ممن نزل فى 30 يونيو وبالتالى سقطت نظرية أن القوى السياسية والشخصيات العامة هى صاحبت الفضل الأكبر فى نزول المصريين فى 30 يونيو .نعم هذه هى الحقيقة بلا تجميل أو مبالغة. نعم يا سادة الشعب نزل فى ثورة شعبية فى كل الميادين الرئيسية فى كل أنحاء مصر ولأول مرة فى التاريخ يخرج الناس فى كل القرى والنجوع وليس فقط فى عواصمالمحافظات ليعبروا عن غضبهم حاملين عبارة واحده (إرحل) فى حين كانت تتحدث النخب عن تغير حكومة أو بعض أفراد الحكومة وعودة النائب العام والمتفائل منهم تحدث على استحياء عن إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكن الشعب صاحب الإرادة القوية "القائد والمعلم" تحدث عن رحيل نظام الإخوان بأكمله لفشلهم فى إدارة شئون البلاد وكذلك فشلهم فى إدارة حوار سياسى جاد. نعم لقد أدرك الشعب المصري بوعيه الجمعى أن التنظيم الدولى للإخوان يريد طمس هوية دولته الوطنية والتى بناها على مدار آلاف السنين وشعر أن الأمن القومى المصرى والعربى فى خطر شديد وهناك مؤامرة واضحة للتنازل عن جزء من سيناء ورفع العبء عن إسرائيل بحل مشاكل غزة على حساب سيناء . لقد أدرك الشعب المصرى المخطط الكامل لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد من قبل القوى الخارجية والتى نجحت بالفعل فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وتحاول وبشدة مع السعودية ومصر الآن لكن الله خير حافظا إن شاء الله، ولابد من بذل المزيد من الرشد القومى والاصطفاف الوطنى للدول العربية المتبقية لإحباط باقى مخطط تفكك الدول العربية. نعم لقد أسقطت جماعة الإخوان نفسها بنفسها عندما قامت بانتهاكات متعمدة للدستور والقانون، بدأ بقرار عودة مجلس الشعب ومرورا بما يسمى بالإعلانات الدستورية، وحنث اليمين الدستورية وغيرها من الانتهاكات. وفى الذكرى الثانية للثورة علينا أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا ماذا تحقق وماذا لم يتحقق بعد وما هى أسباب عدم تحققه ؟ وهل تغير شيء في الجهاز الإداري للدولة أم لا ؟ وهل أعطى الشباب والمرأة التمكين الحقيقي أم لا ؟ وهل أوقفنا بند المجاملات بما يسمى مد (سن الخدمة) بحجة الكفاءة أم مازال الأمر مستمرا ومسلسل قتل الكوادر مستمر؟ تساؤلات كثيرة تحتاج للإجابات وللعديد من المقالات ...حمى الله مصر وشعبها ..والله الموفق.