أكد الكاتب الكبير يوسف القعيد ل"صدى البلد" أن الإسلاميين خاصة الإخوان لم يطوروا أفكارهم التي أخذوها عن حسن البنا , فقد اهتموا بأمرين لا قيمة لهما إلا في الصراع السياسي , الأول جمع المال وبالفعل هم الآن يعتبرون أغني فصيل سياسي في مصر , والثاني حشد وتجنيد الناس , وما حدث فى مظاهرات الجمعة قبل ساعات خير دليل على هذا ,وكان طبيعيا أن يلجأ الناس إليهم مع البؤس والفراغ الروحي الذي صنعه مبارك طوال 30عاما . وأشار القعيد في تعليقاته على الاحداث التى شهدتها مصر فى الأيام الاخيرة قبل الانتخابات البرلمانية إلي أن الإسلاميين يتصفون بعيب آخر بدأ يظهر فيهم بعد مبارك مباشرة وهو الاستحواذ,حيث أرادوا أن يحصلوا علي مصر كاملة دون مشاركة من أحد وهذا هو الخطأ القاتل الذي أوصل حسني مبارك إلي ما آلت إليه الأمور حتي يوم تنحيه .
وأوضح أنه بعد سقوط مبارك وحرق مقار الحزب الوطني وهو سلوك ثوري سليم يؤيده تماما حدث فراغ حقيقي في مصر, والقوى الوحيدة التي كانت جاهزة لسده هم الإسلاميون , وللأسف الشديد لم يكن الليبراليون و اليساريون والقوميون مستعدون لذلك . وقال : رغم اننى اعتقد أن التاريخ ليس فيه "لو" إلا أنني أقول لو استمر نظام مبارك كان سيستعين بهم,ومازلت أذكر أن عمر سليمان عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية .. وبدأ يجري حوارات مع فئات وقوى المجتمع المصري كان من بين من حضروا الجلسة الأولي ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين التي كانت مازالت تسمى المحظورة في الإعلام الرسمي ..إذن كانت هناك إمكانية لدى النظام السابق لو استمرت به الأمور أن يستعين بهم
وأشار القعيد الي ان الاستحواذ كان مصيبة الانتخابات الأخيرة برلمان 2010,عندما أوكل مبارك الأمور لمقاول اسمه أحمد عز , ومن طبيعة المقاول ألا يشرك معه احدا ويريد كل شئ لنفسه , فبدلا من أن يدخل 70أو 80عضوا من الحزب الوطني لمجلس الشعب والبقية تكون للمعارضة حتي وإن كانت شكلية حتى يصبح مجلسا معقولا ,قام بالاستحواذ على كل مقاعد المجلس , هذا ما يحاول ان يكرره الاسلاميون فى الانتخابات القادمة ساعين الى تحديد النسب التي يريدون الحصول عليها في المجلس وكأن إرادة الشعب صفر ولا وجود لها.