ترحل السنة الأولى لحكم السيد الرئيس وفريق العمل الذي يصاحبه في تلك المرحلة الحرجة جداً في تاريخنا بعد الثورتين، فترة زمنية ستستمر ربما لأعوام قليلة قادمة أشبهها بتلك الفترة التي يقضيها المريض بعد إجراء جراحة خطرة والتي يصاحبها آلام، فلقد مرت مصر حقاً في السنوات القليلة الماضية بحالة أقرب ما تكون بالمرض الذي تم تشخيصه شعبياً بالثورة علي الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المنقلب والمنعوج، واشتد هذا المرض بعد أن اختار جزءا من شعبنا العلاج الخاطئ بتنصيب مندوب جماعة الخراب علي عرش مصرنا المحروسة. وتوالت أحداثنا تباعاً لتثبت سوء هذا العلاج الذي جلب علينا مضاعفات أهدرت وما زالت تهدر اليوم بعد الأخر دماء من أغلى دماء شبابنا الحامي لآمننا وآماننا، وها هو العام الثاني يمر بعد خطاب 3 يوليو الذي شخص الوضع المجتمعي الملتهب بمضاعفات المرحلة والذي وضع حداً لفترة مقيتة في تاريخنا ولنبدأ بعدها بعام في يونيو الماضي سلسلة جديدة من الأحداث الذي تبنتها أيادي نالت الثقة الشعبية الراسخة في وجدان المجتمع الذي انتخب رئيسه. ومر العام الأول بهذا الاختيار الصعب الذي اختارته القيادة الحالية؛ حيث قبلت أن تخوض الصعوبات وتواجهها وتجابه الأزمات ورفضت الخطوط الرمادية أو المسكنات المرحلية، وبدأت مرحلة الحلول الموجعة والمواجهات الصعبة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تسلمتها تلك القيادة وفي ظل أوضاع متفجرة مجتمعياً ومتهالكة علي أصعدة متعددة بالفعل. وبدأت أزمة الغلاء المعيشي تتزايد في العام المنصرم بعد أن قبلت القيادة المنتخبة بأن تعتمد علي تلك الثقة والحب الذي وهبها لها الشعب لتخوض فيما عجزت عنه القيادات السابقة وحكوماتها وأن تستثمر هذه الثقة في مرحلة إنهاض واجبة وحتمية للنجاة. ورغم مشاكل الدعم الغير كافي والموجع نقصانه والكهرباء والموارد والبيئة المغتصبة بالإهمال قبل الحفاظ عليها والمتطلب للمال الصعب إيجاده . إلا أننا كشعب كنا مدركين لحجم التدهور الذي إنتابنا والذي لا يغيب علي عقل البسطاء قبل المدركين للواقع وعلمنا بإننا سنحتاج لسنوات لكي نتعافي إقتصادياً وبالتالي تعليمياً وأمنياً وصحياً وإجتماعياً ( تربوياً وأخلاقياً ) .. وللحق أقول أن رغم هذا التسلسل السريع والمرهق للمتابعين لتلك المرحلة ولتلك الأثمان التي دفعت وتدفع يوماً بعد الأخر لهذا الإختيار الذي إختاره المصريين فإن هناك ضوء خافت يلوح ويبشر بمستقبل أفضل . هذا الضوء الأمل الذي لاح بالتغيير في مشروع القناة وفي السلع التموينية المدعومة والخبز والطاقة التي تقل مشاكلها بالتدريج . والمؤتمر الإقتصادي الذي وعدنا بالكثير القادم وبتلك الحركة المعمارية الضخمة في ربوع الجمهورية والتي تمثل مرحلة بناء كبري عادت ربما بالكساد علي قطاعات أخري بعد أن توجهت كبري رؤس الأموال للإستثمار بتكدس في مجال التعمير وهو ما يحتاج من وجهة نظري للتقنين والتوزيع الصحي الأكثر تنوعاً في إدارة رأس المال وتوجيهه . ولا يخفي علينا أن هناك أعين رقابية ترصد الأخطاء وتجتهد لتلافيها بالتجربة وبنظرة من خارج الدائرة أعتقد أن هذا الواقع الذي وضح فيه التغيير والعمل الدؤب والمراقب والمدار من خلال إدارة واعية . رغم كل العراقيل التي لم تلبث أن هدأت يوماً واحداً منذ عام إلا أن معدل التغيير الحادث ينبئ بأن سنوات العجاف لن تطول وأننا نحتاج أن نتيقن بأننا نتجرع ثمن ربما كان أفدح كثيراً . ثمن بناء إخترناه وعقد وقعنا عليه ووافقنا بشروطه وعلينا ألا ننسي أن كلاً منا كان علي دراية وإدراك بأننا سنمر بسنوات العجاف الصعبة التي هي ثمن قبلناه . وأن مصر تتعافي وشعبها سيتعافي بالتوالي ، من كل ما ألم به عبر سنوات التجهيل . وكل ما أأمله في العام القادم أن توجه القيادة الحالية جل اهتمامها لمحاربة أوجه الفساد والتقصير والإهمال ومهما كانت أثمان هذه الحرب الواجبة علي المفسدين والمهملين والمقصرين فإن الشعب سيقبلها وسيسعد بها وسنتيقن حينها أن سنوات العجاف لن تطول . وهي وكما رأيت عبر عام مؤكد لن تطول .