قال وحيد عبد المجيد، الباحث السياسي، إن حالة الإعلام في أي مجتمع غالبا ما تعبر عن حالة المجتمع، وإن المجتمع المصري تعرض لتجريف هائل على مدى 4 عقود، ما سبب تدهور مهني عام، خاصة في الإعلام المرئي. وأكد عبد المجيد في لقاء تليفزيوني، أنه لو تم عمل كاميرات بالمستشفيات ويشاهده الناس، من الممكن أن "يلطم" المواطن، والأمر نفسه في المدارس، وهذا يعطي فكرة عن حالة المجتمع، مشيرا إلى أن الفرق هو أن هذه المهن لا يشاهدها الكثير بتفاصيلها، ولكن الإعلام يشاهده الجميع. وأشار إلى أن حالة الإعلام المصري هشة، ومتضطربة، ويوجد تكاثر في العدد وضحالة في المحتوى، لأنه يوجد حوالي 1300 قناة، وهذا بحسب تقرير صدر مؤخرا، مضيفا أن عمر الفضائيات في مصر تجاوز 10 سنوات، والمرحلة الآولى حتى ثورة 25 يناير، وبعدها كان الأداء يبدو أفضل ما هو الآن، وسط تجاوزات أقل. ورأى أن هذا يعود لحالة المجتمع، وكان هناك شئ مهم شغل الإعلام الفضائي لسنوات، خاصة وأنه بدأ في مصر ووجد إقبال، لأنه قدم أصواتا جديدة في ذلك الوقت، مع وجود ملل لدى المواطن من الصوت الواحد، منوها إلى أن الإعلام حينها كان لديه قضايا يطرحها، ومحدود حينها، والجانب السياسي لديه غالب. وشدد على أن هناك تقليص لمستوى السياسة بالقنوات، ما أظهر ضعف المستوى، ليظهر المستوى الضعيف، مضيفا :"مع الوقت تظهر العيوب ولا تعالج، فعلى العكس لأن الإعلام المرئي تحمل مسؤولية وجود الصوت الواحد، والظروف دفعته في هذا الإتجاه، مثل الأحزاب السياسية، رغم أنها تدفع ثمن، مع العلم أن الأحزاب ضعيفة، ولكن ما القوي في مصر ؟!". وأضاف الباحث السياسي :"لا يوجد لدينا فن إعلامي على مستوى عالٍ تاريخيا، ولا يوجد لدينا إعلام استقصائي، إلا قليلا جدا، وهذا النوع من الإعلام هو الغالب".