كشفت دراسة أجراها الدكتور إبراهيم جار العلم راشد، الأستاذ بكلية هندسة جامعة المنصورة، أن اعتماد عمليات التنمية على المصادر التقليدية للطاقة وتحديدا الوقود الحفري سيجعل الاحتياطي العام منه قد لا يفي باحتياجات البشرية على المدى القريب ؛ لذا أصبحت الحاجة ملحة للبحث عن مصادر متجددة للطاقة ومنها الكتلة الحيوية وهي المواد العضوية المتخلفة عن أصل نباتي أو حيواني مثل مخلفات المحاصيل الزراعية والأشجار والنباتات المائية والطحالب، والإفرازات الحيوانية والآدمية والمخلفات المنزلية، ومخلفات العمليات الصناعية خاصة مخلفات صناعة الزيوت والصابون والصناعات الغذائية وصناعة الأخشاب واللب والورق. وأشارت الدراسة، إلي أن الطاقة المستمدة من الكتلة الحيوية تعد مصدرا رئيسيًا لإمدادات الطاقة خاصة بالقرى والريف، كما يمكن أن تتحول مصادر الكتلة الحيوية إلى صورة نهائية للطاقة "حرارية – ميكانيكية – كهربية" , حيث تعتبر المخلفات العضوية بأنواعها المصدر الرئيسي لطاقة الكتلة الحيوية بمصر. ونوهت إلي تقرير صادر عن هيئة تنمية الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر، في مايو 2004 بأنه بحلول عام 2022 ومع سياسة التوسع الزراعي الأفقي والرأسي فمن متوقع ان تصل كميات المخلفات الزراعية إلى حوالي 33 مليون طن في العام مقابل 23 مليون طن عام 2002 وان أهم مصادر المخلفات الزراعية هى:قش الأرز وقشرته,وحطب الذرة والقطن,والمخلفات الناتجة عن عصير القصب, وجريد النخل. واطلقت الدراسة، على طاقة الكتلة الحيوية اسم "العملاق النائم" أو "بترول الفقراء" لافتة الى أن ذلك بسبب ضخامة حجمه حيث لم يتم استغلاله على نطاق تجارى موسع حتى اليوم، منوهة إلي أن تلك العملية يجب أن تصاحبها محاذير كثيرة حيث أن استخدامه يؤثر بشكل كبير على التوازن البيئي بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة لعمليات استرجاع الطاقة منها وبين ما تستهلكه النباتات نهارا من هذا الغاز . وشددت الدراسة علي أنه بات من الضروري تطوير استراتيجية للاستفادة القصوى من امكانات الطاقة الحيوية وفقا لاحدث التكنولوجيات المتاحة، بالمشاركة والتنسيق مع كافة القطاعات من المهتمين والمختصين المتخصصين مع الاستفادة بالخبرات الوطنية والاجنبية، مع وجود تكامل وتنسيق بين منظومات الغاز الحيوي الناتج عن معالجة الكتلة الحيوية واستخداماته مع المنظومات الاخرى للامداد بالطاقة التقليدية والمتجددة,خاصة أن منظومة الطاقة الحيوية تمثل بعدا مهماً وركناً ذا شأن كمصدر واعد من مصادر الطاقة للتجمعات الحضرية والريفية وايضا الارتقاء بنوعية البيئة بعناصرها الثلاثة الماء والتربة والهواء من خلال الإدارة الآمنة للمخلفات,وان ذلك سيحقق عائدا مباشرا فى المجال الصحي والسياحي, وإتاحة فرص جديدة للعمالة والاستثمار.