أكدت السلطات البوروندية أن الهجومين اللذين وقعا في أول مايو الجاري في العاصمة بوجمبورا على صلة بحركة الاحتجاج التي وصفتها ب"الإرهابية" التي تشهدها بوروندي منذ عدة أسابيع. وقتل ثلاثة أشخاص، بينهم شرطيان، مساء الأول من مايو الجارى في حي كامينجي الواقع شمال شرقي بوجمبورا في هجوم بقنبلتين يدويتين قبل سماع طلقات نارية بينما استهدفت قنبلة يدوية ثالثة في الوقت ذاته رجال شرطة في وسط المدينة حيث بلغ إجمالي حالات الإصابة 17 شخصا بينهم 13 شرطيا. وقال وزير الأمن العام إن "منفذي الهجومين على ارتباط وثيق مع من يدعون التظاهر، لأنهم يعتبرون الشرطة التي تحاول استعادة الأمن والسلم، عدوة لهم". وفي تسجيل مصور بث باللغة المحلية الكيروندية في بوروندي، توعد الوزير بإلقاء القبض على "القتلة"، معلنا "من اليوم لن نعتبرهم متظاهرين إنما مذنبون وإرهابيون بل أعداء الدولة". بيد أن العديد من المراقبين يرون أنه من غير المحتمل أن يقف شباب – من الذين شاركوا في التجمعات المعارضة لتولي الرئيس بيير نكورونزيزا لولاية ثالثة – وراء هذه الاعتداءات. إن الهجومين اللذين وقعا في حي كامينجي أشبه بعملية كوماندو تم الإعداد لها جيدا كما أنهما حدثا في حي لم يشهد حتى الآن مظاهرات احتجاجية. وفيما يتعلق بالهجوم في وسط العاصمة بوجمبورا، يرى المراقبون أنه يحظر على المتظاهرين نهائيا الدخول هناك فيما تحكم الشرطة سيطرتها عليهم في الأحياء الواقعة على أطراف العاصمة. وتشهد العاصمة بوجمبورا منذ 26 أبريل الماضي حركة احتجاج عقب اختيار الحزب الحاكم الرئيس المنتهية ولايته بيير نكورونزيزا مرشحا له في انتخابات الرئاسة المقررة في 26 يونيو المقبل. ويرى المحتجون أن تولي الرئيس الحالي فترة رئاسية ثالثة يخالف الدستور، وقد انتخب للمرة الأولى عام 2005 وأعيد انتخابه لفترة ثانية عام 2010. ووقعت تلك الهجمات غداة إعلان الائتلاف المعارض لولاية ثالثة للرئيس الحالي الهدنة لوقف المظاهرات لمدة يومين، ويضم هذا الائتلاف نحو ألف جمعية من المجتمع المدني بالإضافة إلى أكبر تجمعين للنقابات في البلاد، داعيا نكورونزيزا إلى "استغلال الفرصة للتفكير" و"العدول" عن ترشحه قبل الاثنين المقبل.