* -ياسر رزق: انتقاد السلطة للإعلام ظاهرة صحية.. والصحافة جزء من النظام وليست شريكة فيه * -رئيس تحرير "الأهرام": استعدنا عافيتنا بعد 30 يونيو.. وسقف الحرية عالٍ في الصحف القومية * -رئيس تحرير "الشروق": الأزمة في الإعلام بالكامل منذ 30 يونيو قالت المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي، إنها لاتري أي رابط بين الدين والحياة ، فالإنسان مُطالب بتأدية الفروض الواجبة عليه وبعدها ينطلق إلي الحياة التي يفعل فيها مايريد وأضاف: "بعض الكتاب والإعلاميين بدأوا بالطعن في ثورة 25 يناير، ليلصق هذا في النظام والإعلام، وبعدها حدث تخوين واتهامات، كما أن هناك إعلاميين غير مؤهلين يظهرون على الفضائيات، والامر نفسه في بعض الصحف". وتابع: "أنا متفائل بمستقبل الإعلام المصري، لأنه كان أداة رئيسية في ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، وتضخيم سوءات الإخوان ومعاداة النظام الأسبق وهو غير عابئ بأي حصار أو استهداف، وكان هناك قدر من التماسك الذاتين وكان هناك دور للصحافة والفضائيات، والبعض تجاوز والبعض الآخر تصور أنه شريك في الحكم". ولفت إلى أن "البعض خرج من دوره كإعلامي وصحفي إلى وصي، وأرى أن انتقاد السلطة للإعلام ظاهرة صحية، بأن يكون الأمر شكوى وعتاب، وليس قمع، والوضع الآن دليل حرية، ولم يجرئ أحد في عهد الإخوان لمنع شئ ينشر، لأن الصحافة جزء من النظام ولكن ليست شريكة فيه. فيما قال الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام، رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن أزمات الصحافة والإعلام متجددة، وليست آنية في فترات زمنية محددة، ومرتبطة بظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية، مشددا على أنه قبل الحديث عن الأزمة يجب التحدث عن تشخيص الأزمة، وأنه لا يوجد من يتحدث عن التشخيص، بل الحديث كله عموما، وعبارة عن "تنظير". وأكد "علام" خلال لقائه التليفزيوني أن كل شخص ينظر للبيئة السياسية والاقتصادية من منظوره الخاص، مضيفا أن هناك أزمات اقتصادية تعاني منها المؤسسات الصحفية، وأنه هل الصحافة القومية فقدت مصداقيتها؟!. وأجاب: "من واقع التجربة لم يحدث هذا، بل أنها منذ 30 يونيو استردت جزءا كبيرا من عافيتها، وعادت مرة أخرى لأن الدولة عادت، واستدرت جزءا من مصداقيتها، وهذا يمكن قياسه من خلال نسبة الإعلانات بالصحف القومية والخاصة، وهذا الامر له علاقة بالمصداقية، كما أن أرقام التوزيع تزيد، ويمكن لمس الأمر من اعتماد الكثير من البرامج على مادة الصحافة القومية، لأن الصحف القومية لم تترك قضية في مصر إلا وناقشتها بوضوح". وتابع: "هناك مقالات في الأهرام والأخبار الصحفيين نفسهم لا يتوقعون نشرها، ولكن يتم نشرها، والحرية مسؤولية، وكل حق يقابله واجب، والمسألة أن كل جريدة له سياسة ونحن نعبر عن الجميع، وهناك مقالات لم تنشرها الصحف الخاصة وننشرها في الصحف القومية، وسقف الحرية عال في الصحافة القومية، لأن مصر تغيرت". وقال الكاتب الصحفي، عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق"، إن الأزمة ليست صحف خاصة، أو عامة، بل أزمة إعلام مصري بالكامل، مضيفا أن الأزمة شاملة بسبب عدم وجود أحزاب قوية، ولا يوجد مجتمع مدني قوي، او نقابات قوية، مما جعل الإعلام يقوم بجميع الادوار. وتابع: "الصحف الخاصة كسرت محرمات كثيرة قبل ثورة يناير، وخرجت مانشتات لا للتوريث، ولا لمبارك، والإعلام المصري والصحف الخاصة والقومية أسقطت نظام محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان، وهو ما ظهر بعد 30 يونيو أن الإعلام هو من أسقط النظام فقط". وأكد حسين: "بسبب عدم وجود أحزاب أصبح الإعلام أقوى، ليكون تأثير بعض الإعلاميين أقوى من الوزارات، وهذا يفسر قرب الإعلاميين والصحفيين من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدليل أنه التقي بهم أكثر من مرة، ليتضح دور الإعلام اكثر، والقواعد المهنية الخاصة بالإعلام أنحدرت انحدار شديد بعد 30 يونيو، والمعايير المهنية شبه غائبة، مثل القصص الحقيقة المؤكدة التي يتم فيها توضيح جميع وجهات النظر". واكمل: "لدينا أزمة تمويل حقيقة في الصحف، لأن هناك مشكلة أكبر وهي أموال الإعلانات، خاصة لدى الإعلام الخاص، ولا نعلم لمصلحة من يتم تدمير الإعلام الخاص، وازمة التمويل حادة تواجه الجميع الآن، كما أن الصحف الخاصة قد تكون ذات توزيع أقل من الصحف القومية ولكنها أقوى تأثيرا". ولفت إلى أن "الصحافة الخاصة أكثر تأثيرا من القومية، ولا ينكر أحد هذا، ولا يكون بالتوزيع فقط، والمشكلة الآن لدى الصحافة القومية اكبر، ولكن يمكنهم أخذ قروض من الحكومة وما شابه، ولكن بالصحف الخاصة لا يمكن هذا، لذا فأزمة التمويل لا تظهر جيدا على المؤسسات القومية". وشدد على أنه "يجب على الحكومة التدخل لحل أزمة الصحف، لانها سلاح خاص واستراتيجي".