قارنت صحيفة التلغراف البريطانية بين بوروندي في الوقت الراهن ورواندا المتاخمة لها جغرافيا قبل 21 عاما، من حيث التوازن العرقي الذي أدى إلى عملية الإبادة الجماعية في الأخيرة قبل 21 عاما. وأشارت - في تحليل إخباري لمراسلها ديفيد بلير - إلى أن نحو نسبة 85 بالمئة من البورونديين البالغ تعدادهم 10 ملايين نسمة، هم من قبيلة ال"هوتو"، في مقابل 15 بالمئة من قبيلة ال "توتسي" - وهي نفس المعطيات التي سبقت مأساة رواندا. وأضافت أن هذه الحقيقة، التي لا يتم غالبا التفوه بها، هي سبب التخوف العميق الذي أبداه المجتمع الدولي إزاء الأزمة التي تجتاح بوروندي. ولفتت إلى أن ل بوروندي سجلا مريرا من الصراع العرقي، منوهة عن أن الحرب الأهلية الأخيرة قبل أكثر من 10 سنوات بين قبيلة التوتسي التي كانت مهيمنة على مقاليد الحكم من جانب، وقبيلة الهوتو المتمردة من جانب آخر، والتي وضعت أوزارها عام 2005، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 ألف إنسان. واستدركت التلغراف قائلة "لكن الصراع هذه المرة مختلف؛ ذلك أن النزاع الذي تشهده العاصمة البوروندية بوجومبورا هو في أساسه صراع على القوة بين حليفين سابقين في حزب واحد (المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية الحاكم) وينتميان إلى نفس القبيلة (ال هوتو) هما: الرئيس بيير نكورونزيزا، ورئيس جهاز المخابرات السابق الجنرال غودفروا نيومباري". وبناء عليه، استبعدت الصحيفة أن يقترب حجم الصراع في بوروندي من نظيره الرواندي، ناهيك عن وقوع عملية إبادة جماعية. وتشهد بوروندي أعمالا انتقامية بعد اعتقال قوت الأمن /الجمعة/ ل نيومباري وغيره ممن قادوا انقلابا فاشلا على الرئيس نكورونزيزا الذي كان في تنزانيا يشارك في قمة لمجموعة دول شرق أفريقيا. وانزلقت بوروندي إلى الأزمة بعدما أعلن نكورونزيزا أنه سيخوض انتخابات الرئاسة لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات.