قال الدكتور مسموع أبو طالب، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، إن سورة الهمزة بدأت بقوله تعالى: «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» دليل على الوعيد بالعذاب الشديد، موضحًا أن الهماز الذي يشير بإشارة سيئة واللماز من يتكلم بالكلمة السيئة، فالْهَمَّاز بِالْقَوْلِ وَاللَّمَّاز بِالْفِعْلِ يَعْنِي يَزْدَرِي النَّاس وَيَنْتَقِص بِهِمْ. وأضاف مسموع، خلال لقائه ببرنامج «مع كلام الله»، المذاع على فضائية «الناس»، أن قوله تعالى «الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ» يدل على أن جمع المال وعده أبرز صفات الهماز واللماز، مؤكدًا أنهما لا يعنيهما طريقة جمعه سواء من حلال أم حرام. وأوضح أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن قوله تعالى: «يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ» أَيْ يَظُنّ أَنَّ جَمْعه الْمَال يُخَلِّدهُ فِي هَذِهِ الدَّار "كَلَّا" أَيْ لَيْسَ الْأَمْر كَمَا زَعَمَ وَلَا كَمَا حَسِبَ. وأشار إلى أن قوله «كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» أَيْ لَيُلْقَيَنَّ هَذَا الَّذِي جَمَعَ مَالًا فَعَدَّدَهُ فِي الْحُطَمَة، وَهِيَ اِسْم طَبَقَة مِنْ أَسْمَاء النَّار لِأَنَّهَا تُحَطِّم مَنْ فِيهَا، منوهًا بأن معنى قوله «وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ» قَالَ ثَابِت الْبُنَانِيّ تُحْرِقهُمْ إِلَى الْأَفْئِدَة وَهُمْ أَحْيَاء ثُمَّ يَقُول لَقَدْ بَلَغَ مِنْهُمْ الْعَذَاب ثُمَّ يَبْكِي وَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب تَأْكُل كُلّ شَيْء مِنْ جَسَده حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ فُؤَاده حَذْو حَلْقه تَرْجِع عَلَى جَسَده.