صرح المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين بأن تونس قدمت نموذجا للتحول الديموقراطي يتحتذى به في المنطقة العربية وخارجها. وأشاد ، في تصريحات له ، بعزيمة الشعب التونسي بتحقيق طموحاتهم في مجال حقوق الإنسان منذ عام 2011 ، برغم وجود الكثير من التحديات والعقبات. وأشار إلى أنه كانت هناك عدة محاولات لعرقلة مسار تونس للوصول إلى ديمقراطية مستقرة ومستدامة، ولكن في كل مرة، تم إحباط تلك المحاولات من خلال رغبة واستعداد مختلف الوان الطيف السياسي في الحديث والحوار مع بعضهم البعض والتوصل الى حلول توفيقية وبمشاركة من المجتمع المدني. وأشاد بالدور الحيوي والفعال للمجتمع المدني التونسي في ضمان الانتقال على الطريق الصحيح، من خلال مسار الحوار الوطني وتيسير الإصلاح التدريجي، ولا سيما في مجالات حقوق الإنسان، وسيادة القانون والعدالة الانتقالية. وقال إن الإصرار وبشكل حازم على المشاركة الشاملة والتوافق وإيلاء حقوق الإنسان مكانة بارزة في تجربة التحول التونسي نحو الديمقراطية هي جميعها عوامل أدت إلى نجاحها، بما في ذلك إصدار دستور نوعي ومتميز وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأشار إلى أنه لا تزال هناك تحديات مهمة في العديد من المجالات بتونس ومنها الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، والمساءلة، والعدالة، ومعاملة السجناء والموقوفين، وانجاز الإصلاحات القانونية اضافة الى الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد. وأكد استمرار دعم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لتونس في التصدي لهذه التحديات ، كما شجع على التسريع في انشاء المؤسسة الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان وتفعيل آلية الرقابة المستقلة للوقاية من التعذيب. يذكر أن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان شارك أمس في افتتاح المؤتمر التأسيسي لمنظمات حقوق الإنسان لمكافحة الخطاب التحريضي ونبذ العنف والكراهية ، وبحضور محمد فائق رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان ، كما التقى رعد الحسين برئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي ، ورئيس الوزراء حبيب الصيد، ووزير الخارجية، والوزير الملكف بالمؤسسات الدستورية والمجتمع المدني، ورئيس مجلس نواب الشعب ، كما التقى مع ممثلي المجتمع المدني ورؤساء لجنة الحقيقة والكرامة، والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، كما زار المفوض متحف باردو و قام بوضع إكليلاً من الزهور تكريما لضحايا الإرهاب الغشيم.
