دعا الكاتب الإنجليزي رود ليديل البريطانيين إلى التصويت لصالح حزب العمال في الانتخابات العامة المزمعة في السابع من الشهر المقبل. ولفت ليديل - في مقال نشرته مجلة (سبكتاتور) - إلى اغتراب الحزب عن الفئات الذي تم تدشينه بالأساس لدعمها، بحيث بات حزب الطبقة الوسطى من الليبراليين في لندن. وأكد اختلافه مع توجهات الحزب وسياساته، لا سيما تلك المتعلقة بالحدّ من الهجرة، واتفاقه في المقابل مع السياسات الخاصة برفع الحد الأدنى للأجور .. وإن كان لا يرى في ذلك بذاته حلا كافيا لإنهاء الأزمة التي أمسكت بتلابيب الفقراء في بريطانيا ممن يتقاضون أجورا هزيلة لحد الإجرام، حسب وصفه. وقال إنه ينكر على الحزب تشبثه بسياسات تعليمية أفسدت حياة جيلين من أبناء الطبقة العاملة حتى بات وزراء حزب العمال يفرون بأبنائهم فرارهم من الجحيم من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة. وعن زعيم حزب العمال، قال "ليديل" إنه لا يغالي في تقدير كفاءته، ولا يشكك في اهتمامه وحرصه، إنما يشكك في اتصاله بالفئات التي تأسس حزبه لتمثيلها. وكشف الكاتب عن أن السبب الوحيد الذي يجعله يتشبث بحزب العمال، هو ما تعانيه بريطانيا من تفاوت في الطبقات الاجتماعية، تلك الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، مؤكدا أن "العمال" هو الحزب الوحيد المؤهل والمستعد للتعاطي مع تلك المشكلة. ونوه عن أن الفجوة بين لندن وباقي مناطق بريطانيا قد اتسعت لدرجة يمكن معها القول أننا إزاء بلدين، واحد حضري يعاني "انفلونزا الثراء" وآخر نائي يشبه بلدان العالم الثالث. وأكد في ختام مقاله أنه كلما تضاءلت الفوارق بين الأغنياء والفقراء، كان أداء الدولة أفضل، ومثال ذلك الدول الإسكندنافية.