(واهم من يصدق أن العسكرية المصرية سوف تطلق رصاصة في عاصفة الحزم) كانت العلاقة بين الصفويين والعثمانيين علاقة مد وجزر وكانت الحروب بينهما باستمرار. انهزم الصفويون أمام العثمانيين في معركة جالديران سنة 1514 هزيمة منكرة وأوقف زحفهم إلي الأبد، ليعود المشروع الصفوي مرة أخري حاملاً معه نذير الشر والتوسع، واضعاً نصب عينيه دولة فاطمية جديدة تنهي أمل وأحلام المشروع العثماني (السني ) ومن جاء بعدهم رافعاً راية السنة في العالم آل سعود ودولتهم الكائنة في الجزيرة العربية. بالعودة الى تأسيس الجمهورية الاسلامية كانت مشروعية السلطة في طهران تنطلق من شعار المؤسس الخميني" الموت لأميركا الموت لإسرائيل". وعلى اساسه كان العمل منذ العام 1979. لكن هذا الشعار صار جديراً بالدخول الى متحف الجمهورية بعدما ذهبت ايران الى التسوية مع "الشيطان الأكبر" الصفة التي أطلقها الخميني على واشنطن في شأن ملفها النووي. وما فعلت إيران ذلك إلا لكي تتفرغ للملفات العربية التي أصبحت هي مشروعها التوسعي الأكبر، والذي بدأ من بغداد كعاصمة للدولة الفارسية المرتقبة كما أعلن نائب الرئيس الإيراني من قبل وبالنسبة لإسرائيل التي تستحق الموت أيضاً فهي أيضاً خرجت من دائرة التصويب الايراني بعدما صارت حدودها الأكثر أماناً وذلك بوجود حزب الله الإيراني في الجنوب اللبناني . نعم كنا نظن ان الحوار بين امريكاوايران حول الملف النووي فقط ولكن الايام بينت لنا هناك مشروع فارسي صهيوني في المنطقة والضحية هم المسلمون السنة فهم يذبحون في العراقوسوريا واليمن وطيلة هذه الاجتماعات وتقسيم العالم العربي يجري علي قدم وساق بين ايران واسرائيل والتمثيلية التي يقوم بها رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو هابطة وهو من اعطاء الضوء الاخضر لحزب الله في لبنان لمساعدة بشار الاسد بالفتك بالمسلمين السنة والعالم اليوم اصبح كل شيء فوق الارض وليس ما كان من قبل تحت الطاولة، لقد تخلي العرب عن قضاياهم وتخلوا عن إسلامهم من اجل نفوذ واهٍ لا يسمن ولا يغني من جوع . و لم يكن المشروع الصفوي قد بدأ في الانتشار ورغم ذلك بدأت إيران باحتلال الجزرالإماراتية الثلاث، وانشغلت الإمارات بكل شيء إلا بإنهاء الاحتلال الإيراني لأراضيها ولم يعد إلا مجرد بند تضعه القمم العربية في جدول أعمالها، وكانت الانطلاقة الأخري نحو لبنان وتم تأسيس حزب الله ليكون جسراً تعبر إليه إيران نحو المنطقة وقد كان وأصبحت دولة حزب الله كيانا يكاد يكون مساويا تماماً للدولة اللبنانية تحت رعاية الولي الفقيه. و الحديث الأكبر عن سوريا و قد أصبحت الآن مجرد ولاية تابعة لطهران من يحكم سوريا اليوم ليس الأسد، بل النظام الإيراني. فأن تغلغل طهران في سوريا، وسيطرتها على القرار السياسي والأمني، وإرسالها للمليشيات الشيعية العراقية وحزب الله إلى سوريا لقتال المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى تحكمها بمستقبل النظام واستمراريته، كل هذه الأمور لا تنبع من إرادة إيرانية لحماية الأسد، بل من منطلق أن سوريا في ثقافة النظام الإيراني هي ولاية من ولاياته الإستراتيجية إلى جانب العراقولبنان واليمن. لقد استفاد المسؤولون الإيرانيون من الأزمة السورية، إلا أنه من المحتمل جداً أن تتخلى طهران عن الأسد وتدخل في في شراكة كاملة مع الولاياتالمتحدة. فهي تدرك أن الأسد يفتقر إلى الحنكة القيادية، وبأن أي حل سياسي لمشكلة سوريا سيتطلب إزاحته من السلطة. ونتيجة لهذه التطورات، هناك صمت و تأييد من قبل واشنطن، على طموحات الهيمنة الإيرانية. وكانت هناك معلومات تفيد بأن نظام الأسد أوفد الخبير الاقتصادي، عبد الله الدردري، إلى إيران من أجل الحصول على قرض بقيمة 6 مليارات دولار. إلا أن الدردري عاد بمليار دولار فقط مع رسالة مفادها أن إيران لم يعد بوسعها تمويل نظام الأسد بعد أن بلغت ديونها عليه أكثر من عشرين مليار دولار، وأنها تريد ضمانات لسداد الدين مقابل الاستمرار بالتمويل. وبناء على هذه المعلومات قام نظام الأسد بتمليك إيران منطقة السيدة زينب بالكامل، مع آلاف الهكتارات حول دمشق، إضافة إلى العديد من الأصول العقارية داخل دمشق، وفي عدد من المحافظات. هذه الأحداث تشكل أحد جوانب تحويل سوريا إلي ولاية إيرانينة ومازال الحديث مستمرا عن المشروع الصفوي.