حزب الرئيس اليمنى السابق يناقض نفسه ويطالب الحوثيين بالانسحاب من عدن صنعاء مدينة للاشباح بسبب ضراوة الضربة الجوية ضد المواقع الحوثية زحام كبير فى محطات الوقود ومحلات المواد الغذائية خوفا من طول أمد الازمة على مدار 24 ساعة تحولت اليمن إلى بؤرة الأحداث فى العالم وأصبحت أكثر الأماكن على سطح الكرة الارضية تحظى بالتواجد والتغطية الاعلامية فى النشرات الإخبارية وفى أخبار وكالات الانباء العربية والعالمية وعلى شاشات الفضائيات.. المكان جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وهى مساحة الارض المحصورة بين البحر الأحمر غرباً والمحيط الهندي جنوباً والسعودية شمالاً وسلطنة عمان شرقاً. الزمان فجر الخميس 16 مارس والحدث طائرات عربية تغير على مناطق نفوذ الحوثيين فى اليمن بعد انقلابهم على الرئيس المنتخب ومحاولتهم انتزاع حكم البلاد بالقوة المسلحة وهو أمر لم يحدث من قبل أن تتكتل جيوش 10 دول عربية لتهاجم ارضا عربية دون وجود قوة أجنبية. إذن اليمن أصبح فى مرمى النيران العربية بعد ان بات الحوثيون يشكلون خطرا يهدد جيرانهم بسبب الدعم اللامحدود الذى يحصلون عليه من إيران والصمت المريب من جانب الولاياتالمتحدة على كل ممارستهم الشنيعة ضد كل من يعارضهم ويخالفهم فى الرأى. وفى إطار الاحداث المتصارعة فى اليمن بدا حزب المؤتمر الشعبى العام برئاسة الرئيس السابق على عبد الله صالح وكأنه ينفض يديه من التحالف مع جماعة أنصار الله الحوثيين ويتبرأ من عدوانهم على محافظاتالجنوب وكأنه لم يدعمهم بالقوات العسكرية والأمنية الموالية له خلال الفترة الماضية . وطالب حزب صالح الحوثيين بالانسحاب من عدن بعد أن صمت الحزب عن ترتيبات الهجوم الحوثى على محافظاتالجنوب ، ويكفى أن صحيفة / اليمن اليوم / وصفت - فى عددها اليوم - ما حدث فى عدن بأنه طوق نجاة لعدن. وأثار البيان الصادر عن الحزب تساؤلات كثيرة حول دعوته لانسحاب الحوثيين وتأكيده على أن حل النزاعات بالحوار ورفض تحقيق مكتسبات سياسية بالقوة ، فهل سيأمر الرئيس السابق صالح القوات الموالية له بالانسحاب وعدم دعم الحوثيين فى عدوانهم على عدنومحافظاتالجنوب وتركهم بمفردهم فريسة لانتقام اللجان الشعبية الجنوبية المناهضة للحوثيين بعد الايام العصيبة التى واجهوها من الحوثيين والضحايا الذين سقطوا فى هذه الحرب . هذا الموقف الجديد من جانب حزب المؤتمر ورئيسه بعد الغارات التى نفذتها دول الخليج على مواقع عسكرية تابعة له مناقض تماما لموقف جماعة الحوثيين التى تصر على استكمال الهجوم على الجنوب فى ضوء هذه الغارات على مواقع الجماعة وعلى معقلها فى صعدة ( شمال اليمن ) والذى تعرض لغارات كثيرة ، وقد يتضح موقف الطرفين ( صالح والحوثيين)على وجه الدقة خلال الساعات المقبلة.. عاشت صنعاء ليلة عصيبة فى ظل الغارات التى استهدفت مواقع عديدة للحوثيين وللقوات الموالية لصالح ، وبات المواطنون على دوى الصواريخ من طائرات التحالف العربى والمضادات الأرضية التى أسكتتها الطائرات ، ليحجم المواطنون فى الصباح عن الذهاب إلى أعمالهم ، وتقرر وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة فى المدارس خوفا من وقوع غارات قد تؤدى الى تدافع التلاميذ فيقع ضحايا بينهم ، ولم تحدد الوزارة موعدا لعودة الدراسة تحسبا لاستمرار الغارات . وبدت شوارع العاصمة وكأنها فى اجازة رسمية فقل عدد السيارات فى الشوارع وفضل المواطنون البقاء فى منازلهم ومتابعة التطورات من خلال الفضائيات العربية إذ أن القنوات المحلية يسيطر عليها الحوثيون ولم تعرض تفصيلات كثيرة وأذاعت فقط تصريحات لمواطنين ينددون بالسعودية . وأغلقت معظم المحال أبوابها ولم تفتح سوى المحال الخاصة بالطعام وشهدت محال السوبر ماركت الكبرى تزاحما من المواطنين لشراء الأطعمة للاستهلاك الفورى وللتخزين تحسبا لتصاعد توتر الأوضاع. وشهدت محطات الوقود ازدحاما من جانب أصحاب السيارات الخاصة لتعبئة سياراتهم خوفا من حدوث أزمة إذا استمرت العمليات العسكرية والغارات وحرصوا على العودة الى منازلهم بعد ذلك. وينتظر اليمنيون ما سيحدث الليلة وأيديهم على قلوبهم خوفا من حدوث تطورات تزيد من الغارات ويأملون فى سرعة التوصل إلى حل بين القوى السياسية يمحو آثار أحداث مأسوية عاشتها العاصمة اليمنية منذ أكثر من ستة أشهر . فى سياق أخر أعلن عدد من الجهات السعوزدية واليمينة ترحيبها بعملية (( عاصفة الحزم )) حيث وصف المجلس الأعلى للقضاء السعودى القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالمشاركة في " عاصفة الحزم " لحماية الشرعية في اليمن وللدفاع عن الشعب اليمني بالقرار الشجاع والحكيم . وقال الأمين العام والمتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء الشيخ سلمان بن محمد النشوان في بيان اليوم إن القرار الحكيم الذي اتخذته الدولة بالمشاركة في عاصفة الحزم جاء لحماية الشرعية في اليمن وللدفاع عن الشعب اليمني الذي استبيحت أراضيه وشردوا منها وطردوا من بيوتهم وممتلكاتهم بأيدي طغاة حركتهم قوى خارجية تريد الدمار والهلاك للمنطقة. وأضاف أن هذه العملية العسكرية بمشاركة دول شقيقة وبتأييد واسع تأتي لتعيد الأمور إلى نصابها ولتسهم في إعادة بناء اليمن الشقيق ولتحقيق الأمن والاستقرار فيها ولتنعم المنطقة بعلاقات أخوية يسودها الاحترام المتبادل دون تعد أو استغلال للظروف وزعزعة للاستقرار. وعبر مسؤولون بغرفة الرياض التجارية والصناعية عن ارتياحهم للوقفة الحازمة من قيادة المملكة وقيادات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحماية اليمن من الهجمة الحوثية الإجرامية المدعومة من قوى إقليمية خارجية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها وليس اليمن فحسب. وقال رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل إن التحرك المسؤول الذي قادته المملكة بتحالف عربي وإسلامي بناء على دعوة من رئيس الجمهورية اليمنية الرئيس عبدربه منصور هادي، لمواجهة التهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي لأمن اليمن وأمن المنطقة ، يضع الأمور في نصابها، ويضرب بحزم على أيدي العابثين الحوثيين الذين يلعبون أدوارا لصالح أطراف تستهدف زعزعة استقرار المنطقة . من جانبه حيا نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض خالد بن عبدالعزيز المقيرن القرار الحاسم الذي اتخذته المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بالتدخل لنصرة الشرعية في اليمن ووقف العدوان الحوثي الذي استهدف الاستيلاء على مقدرات اليمن وخلخلة أمن المنطقة واستقرار شعوبها، بدعم من أطراف خارجية حاولت العبث بأمن المنطقة وتدخلت بشكل سافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار العربي بهدف بسط سلطانها وسيطرتها على الواقع العربي. وعبر عن الارتياح والتأييد التام من قطاع الأعمال السعودي لقرار المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وقيادات دول مجلس التعاون الخليجي في الوقفة الحازمة في وجه عدوان الجماعة الحوثية في اليمن والدفاع عن أمنه وحماية شعبه. ومن اليمن ، ثمن عدد من الإعلاميين اليمنيين الموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية مع شقيقاتها دول الخليج والدول العربية والإسلامية في تنفيذ عملية "عاصفة الحزم" من أجل إيقاف تحركات ميليشيات جماعات الحوثي وأعوانهم الذين استهدفوا إسقاط شرعية القيادة اليمنية، محذرين من الانسياق وراء الادعاءات الكاذبة التي يروج لها الحوثيين عبر بعض المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي للتشكيك في أهداف الدفاع العربي المشترك لحماية اليمن. وقال نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر اليمنية علي فقيه إن التدخل العسكري الذي جاء بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وتمناه الشعب اليمني منذ وقت طويل، هو إجراء ضروري أتى بعد أن تمادت مليشيات الحوثي في طغيانها واستكبارها، وعاثت في الأرضي اليمنية فسادا وخرابا. وأكد أن الشعب اليمني سعيد بالتدخل العربي بعد أن ضاقت بهم اعتداءات جماعات الحوثي ضد أبنائهم واستباحتهم لأراضيهم، وتطاولهم على لغة الحوار التي كانت محل ترحيب الأوساط اليمنية، مشيرا إلى أن الأوضاع في بعض مناطق اليمن بدأت الآن تعود إلى مجراها الطبيعي. واكد مدير مكتب وزير الإعلام اليمني السابق عبدالباسط القاعدي، مليشيات الحوثي أن ردة فعل " عاصفة الحزم" كانت الطريقة المناسبة للرد على لغة الحوثيين التي لا تعرف إلا السلاح والقتل، وترفض لغة الحوار والتهدئة. أما الأكاديمي والكاتب المتخصص في الشأن اليمني الدكتور حسن منصور ، فقد أكد أن التدخل العربي المطلوب من قيادة اليمن الشرعية وشعبها، جاء في الوقت المناسب لوقف التحركات الحوثية المعادية المدعومة بتدخلات ومؤامرات تدبرها جهات خارجية مدعومة من الداخل من أجل زعزعة اليمن وإضعافه. وذكر أن الشعب اليمني يقدر عاليا للمملكة والدول العربية هذا التضامن السياسي لانتشال اليمن من براثن الطغمة الباغية، مشيرا إلى أن السعادة تغمرهم وهم يرون اندحار الجماعات الإرهابية من أراضيهم التي استولوا عليها.