دخلت " دبلوماسية العزاء " كرافد جديد فى المحادثات التى تجرى بين القوى العالمية الست وايران حول برنامج ايران النووى وهى المحادثات التى تشهد ممارسة لكافة اساليب الدبلوماسية والتفاوض لتكون دبلوماسية العزاء أحدث الاساليب التى يتم اللجوء اليها فى محاولة لابداء حسن النوايا وربما اعادة ترتيب وتقييم الاوراق التفاوضية. وفى هذا الاطار ، أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، عن عزائه للرئيس الإيراني حسن روحاني وأسرته فى وفاة والدته سكينة بيوندى. وقال جون كيرى فى بيان اليوم " اننا نقدم خالص العزاء للرئيس روحانى واسرته فى وفاة والدته ، خاصة وأن وفاتها تأتى عشية عيد النيروز الذي يفترض أن يكون وقتا تجتمع فيه العائلة في الأمل والفرح". واضاف " إننا نتشاطر فى الأسى مع الرئيس الإيراني وشقيقه ، المستشار الرئاسي الخاص حسين فريدون الذي كان يشارك معنا في المحادثات حول الملف النووي في لوزان بسويسرا". وقدم كيرى ووزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز التعازي لشقيق الرئيس روحاني ومستشاره الخاص حسين فريدون في وفاة والدته ، وحضر الوزيران اليوم الى مقر اقامة الوفد الايراني في مدينة لوزان السويسرية لتقديم واجب العزاء ، ليغادر بعدها فريدون مدينة لوزان عائدا الى طهران في اعقاب تلقيه نبأ الوفاة. وكانت والدة روحاني توفيت صباح اليوم في أحد مستشفيات طهران ، فيما سيشيع جثمانها يوم الأحد المقبل. وكان وفد المفاوضين الإيرانيين قد غادر سويسرا بعد علمهم بوفاة والدة روحاني ، وتوقفت المحادثات حول برنامج إيران النووي التى انعقدت في مدينة لوزان السويسرية على أن تستأنف المحادثات الخاصة بالملف النووي مع القوى العالمية الست الأسبوع المقبل. ويشير المحرر الدبلوماسى بوكالة أنباء الشرق الأوسط الى أن هناك بعض القضايا التى لا تزال عالقة فى المحادثات النووية ، حيث يأمل الطرفان فى انهاء بعض المهام الرئيسية قبل استئناف المحادثات الاسبوع المقبل. ويؤكد مسؤولون وثيقو الصلة بالمحادثات أن الولاياتالمتحدةوإيران يعملان على صياغة عناصر اتفاقية تكفل التزام إيران بتخفيض قدره 40 في المئة لعدد الآلات التي يمكنها استخدامها لإنتاج سلاح نووي ، وفى المقابل ، سيتم اجراء رفع سريع لبعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران ورفع جزئي لحظر الأممالمتحدة علي تصدير السلاح إليها. وفي حال الاتفاق على هذه الجوانب ، فإنها قد تكون مؤشرا للتوصل إلى اتفاقية لاحتواء برنامج إيران النووي حيث يأمل الطرفان التوصل إلى اتفاقية نهائية بنهاية شهر يونيو القادم. وكان يتوقع أن ينضم وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى الوفود في لوزان ، إلا أن العودة المفاجئة للوفد الإيراني إلى بلاده لحضور جنازة والدة الرئيس روحاني أدى إلى إلغاء هذه الخطوة. يذكر أن وفودا من إيران وروسيا والولاياتالمتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا كانت تخوض جولة محادثات تفاوضية شاقة سعيا للتوصل إلى اتفاقية في لوزان لتخفيض مستوى البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية على ايران.