وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس زيارته للمغرب بالمفيدة والإيجابية للغاية .. مشيرا إلى أنها ستطبع إحياء العلاقات في جميع المجالات، وكذا تعميقها وتجديدها. وأضاف فابيوس، في أعقاب مباحثاته مع وزير الاقتصاد والمالية المغربي، محمد بوسعيد اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الزيارة تدشن لسلسلة من الزيارات الثنائية، "تعكس كثافتها جودة الروابط بين فرنسا والمغرب وكذا رغبة فرنسا في تقويتها وتعميقها لما فيه المصلحة المتبادلة للبلدين"، والمتمثلة أساسا في اللقاء "الفرنسي-المغربي" رفيع المستوى الذي سينعقد في باريس أواخر مايو أو مطلع يونيو. ويقوم فابيوس بزيارة عمل للمملكة، يومي 9 و10 مارس الجاري، بدعوة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار. ولم يغادر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المغرب إلا وقد حصل على تأكيد من الحكومة المغربية على أن باريس مازالت وستبقى الشريك الاقتصادي الأول للمملكة، وذلك عقب اللقاء الذي جمعه بكل من وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، أعقبه لقاء ثاني مع محمد بوسعيد وزير الاقتصاد المالية. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية بعد انتهائه من الاجتماع المغلق الذي جمعه بحفيظ العلمي، إن "القضية الصناعية والاقتصادية كانت حاضرة خلال هذا اللقاء خصوصا وأن المغرب وفرنسا يشتغلان كثيرا على تعزيز تعاونها الاقتصادي"، مضيفا بأن التحدي الحالي "هو الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين" على الرغم من كون الشق الاقتصادي لم يتأثر بالأزمة بين الرباطوباريس والتي دامت لأكثر من سنة. وظهر من خلال تصريحات الوزير الفرنسي على أن فرنسا أصبحت تراهن هي الأخرى على المغرب حتى يكون بوابة عبور للشركات الفرنسية نحو القارة الإفريقية، خصوصا وأن باريس أصبحت متوجسة من التحركات الاقتصادية لكل من الصين والولايات المتحدةالأمريكية من أجل السيطرة على السوق الإفريقية. وأكد الوزير أنه اتفق مع نظيره المغربي على "التوجه سويا نحو القارة الإفريقية خصوصا وأن المغرب له علاقات مميزة مع الدول الإفريقية"، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا التي لها وجود اقتصادي وأمني قوي في عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأضاف أن الشراكة بين المغرب وفرنسا "ستكون مربحة بالنسبة للطرفين وكذلك بالنسبة للدول الإفريقية التي سنستثمر فيها". وعبر فابيوس عن إعجابه بالمخططات الاستراتيجية التي يتوفر عليها المغرب لتعزيز حضوره في القارة الإفريقية، "وهي مخططات مشجعة وتثير الإعجاب"، حسب توصيف لوران فابيوس. وكشف الوزير الفرنسي على أنه اتفق مع العلمي على المجالات التي سيشملها التعاون الاقتصادي بين البلدين، سواء تعلق الامر باستثمارات فرنسية بالمغرب، أو بالمشاريع المشتركة بين فرنسا والمغرب، إلى جانب وضع سقف زمني لتحديد هذا الاتفاق. من جهته أعرب حفيظ العلمي عن تفاؤله بخصوص مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا بل إنه وعد "بمفاجآت كبرى فيما يخص التعاون بين البلدين"، وأكد العلمي على أن لقاءه بفابيوس كان من أجل معرفة الطرق الأنجع الممكنة من "تطوير حضور رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين في القارة الإفريقية". ومن بين النتائج التي أفضى إليها لقاء العلمي بالوزير الفرنسي هو وضع "خارطة طريق ممتدة على الأشهر القادمة ومحددة بجدول زمني دقيق"، موضوعها هو تطوير التعاون بين البلدين خصوصا على مستوى الاستثمارات الفرنسية بالمغرب، والانطلاق نحو السوق الإفريقية، مؤكدا في السياق ذاته على أن هذه الخريطة "ستقدم قيمة مضافة بالنسبة للاقتصاد المغربي وكذلك الفرنسي". وعلى الرغم من الأزمة التي عصفت بالعلاقات بين البلدين خلال السنة الماضية، إلا أن العلمي أكد على أن الحكومة حافظت "على مواصلة دعم ومرافقة المقاولات الفرنسية بالمغرب"، وهو نفس الدعم الذي قدمته الحكومة الفرنسية للمقاولات المغربية، حسب تصريحات المسؤول الحكومي.