قالت الأممالمتحدة إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في هجوم شنه مجهولون بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية على قاعدة تابعة لها على مشارف بلدة كيدال في شمال مالي في وقت مبكر من صباح يوم الأحد. وهذا الهجوم هو الثالث الذي تشهده مالي في غضون أيام مما يشير إلى استمرار الاضطراب بعد مرور عامين على طرد المسلحين المتشددين من المنطقة الشمالية بمساعدة قوات فرنسية. وقالت الأممالمتحدة في بيان "هذا الصباح في الساعة 0540 بتوقيت جرينتش تعرض مجمع قوات حفظ السلام في كيدال بمالي لهجوم بأكثر من 30 صاروخا وقذيفة مدفعية." وأضاف البيان أن أحد أفراد قوات حفظ السلام وهو تشادي قتل وأصيب ثمانية آخرون. وأضاف البيان "القوات الدولية لحفظ السلام في مالي تشعر بالغضب من هذا العمل الجبان الذي نفذه المهاجمون واستهدفوا فيه أيضا مدنيين أبرياء." وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأممالمتحدة والقوات الفرنسية المتمركزة في هذه القاعدة ردت بإطلاق النار وأرسلت دعما جويا. وقالت المصادر الأمنية إن الهدوء عاد إلى المنطقة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المتحدث باسم الجيش الفرنسي. وذكر شاهد أن قذيفة واحدة على الأقل سقطت على مخيم قريب للطوارق فقتلت شخصين وأصابت عدة أطفال. وظهرت في صورة بعث بها الشاهد إلى رويترز جثة طفل مغطاة في الرمال. وقال الساكن ريسا آج "كنا نائمين عندما سقطت الصواريخ.سقطت ثلاثة صواريخ بالقرب منا وسقط الثالث منها بالكاد خارج منزلي." وأضاف "قتل اثنان وأصيب ثلاثة بجراح خطيرة بينهم زوجتي." وشنت فرنسا هجوما عسكريا ساندته الأممالمتحدة في مالي -مستعمرتها السابقة- في يناير كانون الثاني 2013 لطرد الإسلاميين المتشددين من بلدات في شمال مالي كانوا قد استولوا عليها قبل عام. وتفرق المتشددون لكنهم يواصلون شن هجمات ضد الجيش المالي وقوات الأممالمتحدة المتمركزة هناك. وجاء هجوم شمال مالي بعد يوم من هجوم نادر على مطعم في العاصمة باماكو أسفر عن مقتل خمسة بينهم أجنبيان مما يلقي الضوء على استمرار هشاشة الأوضاع في مالي بعد عامين من مساعدة فرنسا لها في استعادة مناطق من متشددين على صلة بتنظيم القاعدة. وأعلنت جماعة المرابطون الإسلامية المتشددة يوم السبت مسؤوليتها عن الهجوم. وكانت الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن هجمات سابقة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقال صحفي من رويترز في باماكو إن مطاعم قريبة يرتادها غربيون أغلقت أبوابها بعد الهجوم. وفي حادث منفصل نفذ حشد في مدينة جاو في وسط البلاد الإعدام دون محاكمة في رجلين يوم السبت اتهموهما بمحاولة شن هجوم بقنبلة يدوية على مركز للشرطة. ومن قبل استهدفت كيدال وهي معقل للطوارق بهجمات صاروخية يشتبه بأن إسلاميين نفذوها رغم أن أيا منها لم يكن بكثافة هجوم يوم الاحد. وجاء الهجوم بينما تسعى الأممالمتحدة لعقد اتفاق سلام مع الانفصاليين الذين يقودهم الطوارق يتعلق بالشمال الصحراوي. وقبل أسبوع وقعت حكومة مالي خطة للسلام رغم أن الانفصاليين طلبوا مزيدا من الوقت للتشاور مع مؤيديهم وبينهم سكان كيدال.