لا بد أن يعرف الجميع أن أمريكا قد صنعها مجرمو بريطانيا، فعند اكتشافها أرسلت بريطانيا المجرمين المدانين لديها في السجون البريطانية لإعمار أمريكا، وهكذا تواجد الجيل الأول في داخل أمريكا من المجرمين، توارثوا أرض الأحلام كما كانت تسمي في مطلع القرن الماضي. ومن هذا الجيل ولدت أجيالا صنعت الدماء والإرهاب في العالم، ولا نحكي عن أول قنبلة ابادت مدن بأكملها بقدر ما يجب أن نذكر العمليات القذرة التي كانت تقوم بها المخابرات الأمريكية منذ مطلع الخمسينات من قتل وتدبير لانقلابات وسالت دماء الشعوب في الشوارع من أجل نشر النفوذ الأمريكي في العالم، وبدأت في المساهمه في إنشاء تنظميات سرية قتلت وأفسدت في الأرض مرة بإسم الدين وعشرات باسم الحرية وهي لا تعرف دين و لا حرية. في الوقت الذي شهدت فيه جامعة كارولينا الشمالية، وميدان "ينيون" في مانهاتن بمدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، فعالية تأبين للطلاب المسلمين الثلاثة، الذين قتلهم مواطن أمريكي ، تجاهل الإعلام الأمريكي الحادث، ولم يتناوله بشكل مثير مثلما يحدث عند قتل غير مسلم، كما اعتبرته الشرطة خلافًا عاديًا حول "صف السيارات"، وقالت "كريستينا تاسكا"، رئيسة "شبكة المجتمع المسلم" (Muslim Community Network)، التي نظمت وقفة التأبين بنيويورك، إنه من الواجب محاربة الكراهية والتعصب، داعية الإعلام والمسؤولين الأمريكيين، إلى إظهار نفس الاهتمام لجميع ضحايا العنف، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. لم يكن الإعلام الأمريكي هو المتجاهل الوحيد لقتل الطلاب المسلمين فالاعلام الصهيوني في بلاد العرب كان أشد تجاهلاً , إن رفع لافته ضد النظام في بلد عربي يتخذ من التغطية الإعلامية ما يفوق الحصر، والاتهامات بالخيانه والعمالة، وهذا قاتل عنصري ملحد يكره الأديان ويقتل طلاب مسلمين ولا يجد من حثالة الإعلام العربي مجرد خبر ومن تكلم أو ذكره فباستيحاء شديد حتي لا يتعرض لنقد من أسياده اليهود والأمريكان، إن دماء معاذ الطيار الأردني المشترك في تحالف مع الأمريكان هو أهم بكثير من دماء الطلاب المسلمين. إعدام رهينتين أمريكيتين على أيدي "الدولة الإسلامية" دفع الإدارة الأمريكية إلى تشكيل تحالف من ستين دولة، وإرسال أسراب من أحدث الطائرات في الترسانة الأمريكية لقصف "الدولة الإسلامية" ومواقعها، ولكن إعدام ثلاثة مسلمين مسالمين آمنين لم يحتل إلا بضعة أسطر في الصحف الامريكية. الشرطة الأمريكية تكذب عندما تقول إن هذه الجريمة نجمت عن شجار على موقف سيارات بين القاتل وضحاياه. الإعلام الأمريكي عنصري في معظمه لا يتحرك مطلقا إذا كان الضحية مسلما، علينا أن نتخيل لو أن مسلما اقتحم منزل أسرة أمريكية بيضاء وقتل أفرادها تعاطفا مع ضحايا الإرهاب الأمريكي في العراق وأفغانستان وليبيا وفلسطين وسوريا. أن يقدم المواطن الأمريكي العنصري كريغ هيكس على اقتحام منزل أسرة مسلمة وقتل ثلاثة من أفرادها برصاص في الرأس بدم بارد، فإنه إرهاب أمريكي ليس بمستغرب، لأنه يسير على خطى حكومة بلاده الرافعة شعار الكراهية للإسلام والمسلمين، ولا تخوض حربا إلا ضدهم وبلدانهم تحت ذرائع وأكاذيب مفبركة.