◄داعش تفتري: «النبي بعث بالسيف رحمة للعالمين».. *«الأوقاف»: -يشوهون صورة الإسلام -بعث بالرحمة ومكارم الأخلاق *أستاذ عقيدة: -الإسلام أمرنا بالتعايش مع غير المسلمين -الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية *«البحوث الإسلامية»: افتراء على خاتم المرسلين أثارت مقولة تنظيم داعش الإرهابي «النبي بعث بالسيف رحمة للعالمين» أثناء ذبحهم 21 مصريًا بليبيا، استياءً كبيرًا من علماء الأزهر، مؤكدين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعث رحمة للجميع، وحملت رسالته الأمان لمن في الأرض جميعًا. استنكر الشيخ عبد الخالق العطيفي، مفتش الدعوة بوزارة الأوقاف، مقولة «داعش»، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بالرحمة ومكارم الأخلاق وليس بالسيف، مستشهدًا بالحديث النبوي: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ». وقال العطيفي، إن تنظيم داعش الإرهابي يريدون بمقولتهم تشويه صورة الإسلام ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، منوهًا بأنهم يلبثون النبى الكريم ثوباً ليس بثوبه. وأوضح مفتش الدعوة بوزارة الأوقاف، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن غليظ القلب، مستشهدًا بقول الله تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ». وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله الخالق جل -شأنه- رحمة لجميع الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى:«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، مشيرًا إلى أن الخالق وصف نبيه «بالرءوف الرحيم»، «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ». وكشف العطيفي عن أن النبي صلى الله عليه وسلم سمح لغير المسلمين بالعيش معه في مكة، ووقع اتفاقات أمان معه ولم يخالفها، منوهًا بأن عقود العمل في أي بلد تعد عقد أمان بالإقامة فيها. وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رحمة للعالمين وشفيعاً لهم يوم القيامة، مستنكرة مقولة تنظيم داعش الإرهابي: «والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين» أثناء إعدامه 21 مصريًا من المقيمن في ليبيا، معلقةً: «حسبنا الله ونعم الوكيل». وأضافت شاهين، أن الإسلام لم يجبر أحدًا على اعتناقه، مستشهدة بقول الله تعالى:«وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، مؤكدة أن الله عز وجل لو كان لا يريد الكافرين ما خلقهم أصلاً وما منحهم الشمس والهواء، مشيرة إلى أن نعم الله يمنحها للمسلم وغير المسلم. وأكدت أستاذ العقيدة أن الإسلام أمرنا بالتعايش مع غير المسلمين مستشهدة بقول الله تعالى على لسان رسوله: « لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، منوهة بأن الدين الحنيف أباح لنا الزواج من غير المسلمات، مشددة على أنه يجب علينا أن نعامل غير المسلمين بالقوانين دون قتل. وأشارت إلى مقولة النبي "إنّ لهم أي لغير المسلمين ما لنا (أي للمسلمين) وعليهم ما علينا". أي لهم مالنا من حقوق وعلينا من واجبات ومن يخالفها من الطرفين يطبق عليه القانون. وكشفت «شاهين»، عن أن الواجبات علينا تجاه غير المسلمين هي الالتزام بقوانين الدولة واحترام الآخر وحرمة الدماء والدفاع عن الأعراض، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش معه في المدينة الكثير من اليهود وكان بينهم مُعاهدات، منوهة بأن الرسول لم يحاربهم إلا بعدما خانوه واعتدوا على المسلمين. ولفتت شاهين، إلى أن الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية؛ وذلك لرد الظلم والقهر، وحماية الحق، وحراسة الفضيلة، ولم يشرع لسفك الدماء ونهب الأموال وسلبها، ولا لإجبار الناس على اعتناقه، ولا لعقاب الكافرين على كفرهم، ولو كان الأمر كذلك لما عقد النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته من بعده معاهدات الصلح مع غير المسلمين، وما تركوهم على عقائدهم في أرضهم سالمين. بدوره، شدد الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، على أن الممارسات الإجرامية لتنظيم «داعش» الإرهابي لا تمت للإسلام بصلة، مؤكدًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو نبي الرحمة الذي خاطبه ربه فقال «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، كاشفًا عن أنه لم يأت بالسيف رحمة للعالمين كما ورد على لسان المتحدث باسم «داعش» قبل ذبح الأبرياء المصريين.