حذرت منظمة التعاون الإسلامي من تصاعد موجة العداء للإسلام في مناطق مختلفة من العالم بعد أحداث باريس التي أعقبت الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الشهر الماضي، والتي راح ضحيتها 12 شخصا. وذكرت المنظمة ، التي تتخذ من جدة السعودية مقرا لها، في بيان لها أن تقرير مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع للمنظمة للشهر الماضي سجل تصاعدا في ظاهرة رهاب الإسلام "إسلاموفوبيا" وارتفاع حدة الاحتجاجات المعادية للإسلام في الولاياتالمتحدة وذلك بعد فترة من الهدوء في شهر ديسمبر السابق. ورصد التقرير تعرض عدة مساجد للتهديد فيما لقيت سياسات المراقبة المثيرة للجدل والمتبعة بحق المسلمين والمطبقة منذ أحداث 11 سبتمبر مبررات جديدة، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية تلعبا دورا بالايجاب في هذه الحملات، باستضافتها عددا من دعاة الكراهية للإسلام". وأضاف التقرير أن ثمة تغييرا في نظرة الأمريكيين للإسلام على نحو سلبي، مستندا في ذلك إلى نتائج استطلاع للرأي أجري بعد وقت قصير من وقوع أحداث شارلي إيدو، وأظهر أن أغلب الأمريكيين تابعوا الرسوم المسيئة "في سلوك مخالف لموقفهم إزاءها في عام 2006". وفي فرنسا، أوضح التقرير أنه بعد الأحداث دعا الرئيس فرانسوا اولاند الفرنسيين إلى عدم الانسياق أمام دعايات الإرهاب والتخويف كما عمل رئيس وزرائه مانويل فالس بشكل مكثف على تهدئة المخاوف في حين أعقب حادثة إطلاق النار وقوع سلسلة هجمات استهدفت مسلمين وممتلكاتهم في مختلف مناطق فرنسا. وأكد التقرير "تصاعد التأييد للجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان العلامة الأبرز على تصاعد موجة إسلاموفوبيا التي تفاقمت حدتها في أوروبا". وأكد أنه مع هيمنة الكاثوليك ديموجرافيا في فرنسا فقد اتضح الدور المهم الذي يضطلع به الفاتيكان في تخفيف حدة التوتر في هذا البلد، موضحا أن بابا الفاتيكان فرانسيس وبعض رجال الكنيسة اتبعوا منهجا أكثر سلمية في استخدام حرية التعبير، مستشهدا بما نقلته بعض الصحف عن البابا حول نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد بأنه لا يحق للمرء أن يستفز ولا أن يسخر من دين آخر".