قالت سوريا يوم الأربعاء إنها وافقت على خطة الأممالمتحدة للعام الحالي لتوصيل مساعدات إنسانية إلى ملايين الأشخاص في البلد الذي تمزقه الحرب لكن دمشق حذرت من أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة إنما يكمن في مساعدتها على مكافحة الإرهاب. وتطلب الخطة الاستراتيجية لتلبية الاحتياجات الانسانية نحو 2.9 مليار دولار لمساعدة 12.2 مليون سوري اي أكثر من نصف عدد السكان يحتاجون للمساعدات مع اقتراب الحرب الدائرة هناك من عامها الخامس. وقال الدبلوماسي السوري حيدر علي أحمد في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع الانساني في سوريا ان الحكومة تريد ضمان وصول المساعدات الى كل المواطنين المحتاجين في أنحاء سوريا بدون تمييز. واضاف أن الحكومة السورية تبنت في 17 ديسمبر كانون الأول العام الماضي خطة الاستجابة للحاجات الانسانية لعام 2015 لاستكمال الجهود الوطنية التي بذلت منذ بداية الأزمة لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري. وقتل أكثر من 200 ألف شخص في الصراع في سوريا الذي بدأ في مارس آذار 2011 باحتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الأسد ما لبثت أن تحولت إلى حرب أهلية بعد أن قمعتها أجهزة الأمن. واستولى تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد على مساحات من الأرض في سورياوالعراق. وتشن الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها منذ أشهر غارات جوية منتظمة ضد أهداف للدولة الاسلامية. لكن واشنطن رفضت فكرة تحالفها مع الحكومة السورية حتى على الرغم من أنهما تحاربان عدوا مشتركا. وقال أحمد أن المطلوب اليوم هو التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية في مكافحة الارهاب وبشكل خاص لإنهاء الأزمة الانسانية في سوريا. وقالت كيونج وا كانج نائبة منسق الإغاثة لدى الأممالمتحدة إن العنف المحتدم في سوريا من جانب القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة والمسلحين المتشددين أدى إلى "واحد من أسوأ عمليات النزوح التي شهدها العالم على مدى عقود." وقالت العام الماضي إن الأممالمتحدة تلقت فقط نحو نصف الأموال التي طلبتها لمساعدة السوريين المحتاجين. وتتضمن خطة الأممالمتحدة للمساعدات توصيل شحنات عبر الحدود من تركياوالأردنوالعراق في نقاط وافق عليها مجلس الأمن الدولي في يوليو تموز. ونقلت الشحنات من الأردنوتركيا خلال الأشهر الستة الماضية لكن الأسباب الأمنية حالت دون نقلها عبر العراق. وقال أحمد إن الحقائق على الأرض تظهر أن نقل شحنات المساعدات عبر الحدود أسلوب غير فعال في تحقيق الأهداف الإنسانية التي تزعم قرارات مجلس الأمن الدولي أنها تريد تحقيقها. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 7.3 مليون سوري اصبحوا نازحين في الداخل في حين فر نحو 3.8 مليون شخص آخرين من البلاد.