حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعضاء من المعارضة السورية وممثلين عن حكومة دمشق في محادثات سلام تستضيفها موسكو يوم الاربعاء على توحيد الصفوف لمجابهة خطر "الارهاب". وبدأت في موسكو محادثات بين عناصر من المعارضة السورية -لا تضم الائتلاف الوطني المدعوم من الغرب- وممثلين عن الحكومة في محاولة لانعاش جهود السلام المجمدة في الصراع الذي بدأ قبل أربع سنوات. لكن ليس من المتوقع أن تحقق المحادثات انفراجة. وقال لافروف للجانبين اثناء المحادثات "نعتقد ان فهم رجال السياسة وممثلين بارزين للمجتمع المدني لضرورة توحيد الصفوف لمحاربة هذا الخطر المشترك (الارهاب) يجب ان يكون مفتاح بعث وحدة الشعب السوري." ولم يحضر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يمثل المعارضة السياسية الرئيسية الاجتماع في موسكو قائلا إنه لن يشارك إلا في محادثات تؤدي إلى ترك الأسد للسلطة. وعقد أكثر من 30 ممثلا للمعارضة السورية محادثات فيما بينهم في موسكو يومي الاثنين والثلاثاء وتوصلوا لقائمة من القضايا لطرحها مع انضمام ممثلي دمشق لهم يوم الاربعاء. وقال مشاركون إن أغلب ممثلي المعارضة -وليس كلهم- اتفقوا على القائمة التي تشمل مطالب بانهاء قصف المدنيين من كل اطراف الصراع واطلاق سراح السجناء السياسيين ومعالجة مشكلة الخطف. وقال قدري جميل المسؤول الكبير السابق في حكومة الرئيس بشار الأسد والذي انضم للمعارضة إن المطالب الأخرى هي السماح بوصول امدادات الغذاء إلى كل المناطق السورية وانشاء هيئة لحقوق الانسان وانهاء العقوبات المفروضة على سوريا. واضاف أن بندا آخر يقول إن أي استئناف لعملية السلام يجب أن يكون على اساس الاتفاقات المبرمة في 2012 في جنيف. ودعت وثيقة وافقت عليها الاطراف المتنافسة هناك الى انشاء هيئة حاكمة انتقالية بالتوافق المشترك. لكن الاطراف المتنافسة ومؤيديهم الأجانب وبينهم روسيا والولايات المتحدة اختلفوا بشأن ما يعنيه ذلك بالنسبة للأسد. وما يزال مصيره نقطة شائكة اساسية في الصراع الذي قتل أكثر من 200 ألف شخص. وقال قدري إن مصير الأسد لم يبحث في موسكو وهي حليف قديم لدمشق. ورفض وفد الحكومة السورية في موسكو الادلاء بتعليق فوري. وقال قدري إن الجميع واقعيون الآن وهذه المسألة لم تكن على جدول الأعمال. واضاف أن المحادثات تتعلق بالقضايا الأكثر الحاحا وانه قبل مصير الاسد يأتي مصير الشعب السوري وهي مسألة لها الأولوية. وقال منذر أقبيق وهو من الائتلاف الوطني ومقره تركيا والذي لم يحضر الاجتماع "أي شيء دون تغيير للسلطة بصورة حقيقية وغير قابلة للرجوع ودون انتقال تجاه الديمقراطية لن يحل الأزمة السورية." وتابع "قدري جميل كان في حكومة الأسد... لن اعتبره عضوا في المعارضة. انه جزء من النظام."