طمأن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند المسلمين في فرنسا والخارج يوم الخميس بأن بلاده تحترمهم وتحترم دينهم لكنها لن تتهاون في التزامها بالحرية والديمقراطية. كان أولوند يتحدث بعد مرور أسبوع على عنف متشددين اسلاميين قتلوا 17 شخصا في باريس وقال في اجتماع بمعهد العالم العربي في باريس إن المسلمين كانوا "أول ضحايا للتعصب والأصولية وعدم التسامح". وكشف خبير في أمن الإنترنت بالجيش الفرنسي عن فورة من أعمال القرصنة تعرض لها نحو 19 ألف موقع فرنسي على الإنترنت في الأيام الأربعة الماضية مع ظهور رسائل للإسلاميين المتشددين على بعضها وتعطيل البعض الآخر ومنع تشغيلها. وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن مسلما من مالي أخفى متسوقين في متجر لبيع الأطعمة اليهودية في باريس عن مسلح إسلامي سيمنح الجنسية الفرنسية. وبعد ان قتل المسلح أناسا أثناء احتجاز رهائن في المتجر يوم الجمعة قام الحسن باثيلي (24 عاما) العامل في المتجر بإخفاء عدة أشخاص في ثلاجة المتجر وأطفأ المصابيح وطلب منهم التزام الهدوء. ثم فر من المتجر لطلب المساعدة. وتمثل كلمة أولوند توازنا دقيقا بين التزام فرنسا بحماية الأقلية المسلمة التي يبلغ عددها خمسة ملايين نسمة -وهي الأكبر في أوروبا- وبين الحفاظ على مبدأ حرية التعبير حتى بالنسبة لرسوم الكاريكاتير التي يراها المسلمون مهينة. وأبلغ مسلمون فرنسيون عن عشرات الهجمات على المساجد منذ ان استهدف مسلحون إسلاميون صحيفة شارلي ابدو الأسبوع الماضي. ونددت السلطات في عدة دول في الشرق الأوسط بقرار الصحيفة نشر مزيد من الرسوم للنبي محمد في أول عدد بعد الهجوم صدر يوم الأربعاء. وقال أولوند في المعهد حيث كان الشعار "كلنا شارلي" الذي كتب بالفرنسية والعربية على واجهة المبنى "الإسلام يتفق مع الديمقراطية ويجب ان نرفض أي خلط (في هذا الشأن)." وقال "الفرنسيون من المسلمين لهم نفس الحقوق والواجبات مثل كل المواطنين" ويجب حمايتهم واحترامهم كما يجب عليهم احترام الجمهورية". وخاطب أولوند العالم العربي قائلا "فرنسا صديق لكنه بلد له قوانين ومباديء وقيم. وأحدها غير قابل للتفاوض وهو الحرية والديمقراطية."