قال دبلوماسي روسي اليوم الاثنين ان موسكو تعمل مع السلطات السورية من أجل انهاء العنف وبدء محادثات مع المعارضين لكنه لم يصل الى حد الضغط علانية على الحكومة للوفاء بمهلة انسحاب الجيش. ووصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو اليوم ومن المقرر ان يجتمع مع نظيره الروسي الثلاثاء وهي المهلة المحددة لبدء انسحاب القوات الحكومية السورية من المدن والبلدات بموجب خطة السلام التي طرحها كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية. ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله ان موسكو "تعمل بنشاط مع دمشق من اجل بدء عملية تسوية سياسية (في سوريا)." وعبر جاتيلوف مجددا عن معارضة روسيا للتدخل في سوريا حيث تقول ان أي تغيير للحكومة يجب ان يكون نتيجة عملية سياسية سورية داخلية وليس بسبب ضغوط من دول اجنبية تدعو الى استقالة الرئيس بشار الاسد. وقال جاتيلوف "محاولات فرض حل على سوريا من الخارج ستؤدي فقط الى تصاعد التوتر. كل شيء يجب ان يراعي احترام سيادة سوريا والعنف يجب ان يتوقف." وتتعرض روسيا لضغوط من دول غربية وعربية لاستخدام علاقاتها مع سوريا للمساعدة في ضمان التزام الاسد بالاتفاق الذي توسط فيه عنان. ويدعو الاتفاق سوريا الى بدء سحب قواتها من المدن والبلدات بحلول الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء وهدنة تبدأ بعد 48 ساعة من ذلك الموعد. ونقلت وكالة انترفاكس عن جاتيلوف قوله "هناك نقاط محددة في (خطة عنان) ونحن ندعم بالكامل هذه الخطة." ووافقت سوريا على المهلة المحددة لكنها طالبت يوم أمس الاحد بضمانات مكتوبة بأن يوقف المعارضون القتال قبل ان تسحب قواتها مما اثار شكوكا بشأن نواياها في انجاز الاتفاق. وقالت روسيا اكثر من مرة ان جانبا كبيرا من اللوم في اعمال العنف يقع على عاتق مقاتلي المعارضة ومؤيديهم وأكدت على ضرورة ان يكف معارضو الحكومة عن القتال ايضا. ووفرت روسيا الحماية للاسد باستخدام حق النقض (الفيتو) مرتين ضد مشروعي قرارين لمجلس الامن يدينان حكومته بسبب اراقة الدماء التي تقول الاممالمتحدة ان القوات السورية قتلت خلالها اكثر من 9000 شخص منذ بدء الحملة ضد المحتجين في مارس 2011. لكن موسكو ايدت مهمة عنان ووافقت على بيانين لمجلس الامن يدعمانها وحاولت في الاونة الاخيرة ان تنأى بنفسها عن الاسد في دلالة على انها تريد الاحتفاظ بنفوذها الدبلوماسي والاستعداد لأي نتيجة.