وسط غياب أمني واضح انتشرت ظاهرة التسول داخل محطات مترو الأنفاق بدءا من البوابة الخارجية ووصولا لعربات القطار، وتعددت أشكال التسول بين أنماط الباعة الجائلين والمتسولين الذين يجدون في المترو سوقا رائجة لبضاعتهم أو لإستدرار عطف الركاب، والأكثر غرابه أنه اصبح بإمكان هذه الفئة المتسولة أن تتخذ من جوانب المترو أماكن للراحة والنوم. وتتنوع وسائل التسول داخل المترو فمنهم من يتخذ من العربات سوقاً لعرض بضاعته بدءا من دبابيس الحجاب وأدوات المكياج ومفارش وشماعات البلاستيك والحلوى مجهولة المصدر، مرورا بأوراق الأدعية والأذكار وكتيبات التلوين للأطفال وكتيبات تعليم اللغات وكروت شحن المحمول وحتى الأدوات المنزلية والصابون.
وهناك متسول يرتدى جلبابا ملوثا بالدماء ويضع الشاش فوق رأسه لمحاولة استعطاف الناس، ومتسولون آخرون يحاولون المتاجرة بعجزهم، بينما تفضل بعض المتسولات الصمت التام والدموع تنزلق من تحت غطاء الوجه "النقاب" مع قيامها بتوزيع ورقة مكتوبة بالكمبيوتر على الحاضرات مدون فيها المأساة التي تعيشها وتقوم بتربية أطفال أيتام أو مريضة بالكلى أو السرطان. هكذا اصبحت الصورة داخل مترو الانفاق بعد اختفاء الشرطة من مداخل المترو والأرصفة دون أسباب واضحة الأمر الذي اعطى لهؤلاء المتسولين الفرصة الكاملة للعب بعواطف الناس ومضايقتهم بشكل مستمر.