دعوة كريمة من الدكتور صدِّيق عفيفى.. كانت أمسية رائعة، قابلت فيها أ.د. إبراهيم بدران.. أستاذى ووزيرى الأسبق للصحة، ولطالما تحدثنا سوياً.. ولا أنسى ما قصه على يوماً: عاد من الخارج فوجد علبة عملاقة بمساحة المائدة من إحدى شركات الدواء، فاتصل بوزير الداخلية قائلا: أنا أترشيت «من الرشوة»، وبحكم رب السما ارتضيت! فأرسل له وزير الداخلية من تسلم العلبة المغلقة كما هى، ثم اتصل بالدكتور إبراهيم قائلاً: دى شيكولاته ووزعناها على العساكر. فى هذه الأمسية الجميلة.. تحدثت إلى أ.د. فؤاد النواوى عن أربعة ونصف مليون طن مواد ضارة تلقى فى نهر النيل كل عام! قلت له: مصر تموت بالسرطان، والفشل الكلوى، والالتهاب الكبدى، قال: مجلس الوزراء بالوزارات المعنية كالرى، والزراعة، والصحة، والبيئة أصدر قرارات مشددة لإنقاذ نهر النيل ابتداء من اليوم. كان معنا دكتور محمود الشريف، وزير التنمية الأسبق، قال إنه رشح نفسه للرئاسة ثم انسحب! قلت له: أراد أمير المؤمنين فى العصر العباسى الثانى أن يجعل من أبى العلاء المعرى ناصحاً ومشيراً له، فاعتذر أبوالعلاء قائلاً: قالوا عنى عالم، والقائل بهذا هو الظالم، وأمير المؤمنين يأمر للكسير بالجبر، كيف يأمر بإخراج ميت من قبر، ورفض المنصب، فلما سأله مريدوه كيف يرفض منصباً رفيعاً كهذا، قال: توحد فإن الله ربك واحد، وابعد عن عشرة الرؤساء! وأنت يا دكتور محمود تريد أن تكون رئيساً؟ ضحك وقال: عشان كده انسحبت! عرض علينا أ.د. صديق عفيفى فكرة ترشحه للرئاسة.. فأجمع الكل إلا واحد، أنها فكرة غير مأمونة العواقب فى هذه الأجواء العاصفة، واقترحنا عليه فكرة قناة فضائية مثل Discovery أو T.L.C، وهى Telvision Learning Channel، ويكفيه ما يقوم به من دور تعليمى وتثقيفى وتوعية المصريين بتاريخهم الحضارى العظيم من خلال مدارسه وجامعاته فى بنى سويف، والقاهرة. اللى شبكنا يخلصنا.. مع الاعتذار لعبدالحليم حافظ، واللى شبكنا وورطنا هو المجلس العسكرى.. فعليه أن يخلصنا! عليه أن يوقف سلب المرأة حقها فى الخلع الذى كانت تتمتع به منذ عصر الفراعنة، حالات الخلع هى فقط ثلاثة بالمائة من حالات الطلاق! والخلع حفظ لكرامة الأسرة بدلاً من فضح الأسرة خلال الشهود، ويكفى أن الإمام بن حنبل جعل إمكانية العصمة بيد الزوجة، وهؤلاء الذين يتشدقون بشرع الله عليهم أن يتذكروا: حيثما تكون المصلحة.. فثمة شرع الله، ولا داعى أن أذكرهم بنص المؤلفة قلوبهم.. وكيف قال بن الخطاب: كان هذا والإسلام قليل أما الآن فالإسلام كثير! قال الإمام محمد عبده: الدولة الدينية تجارة بالدين، والجبرتى: الدولة الدينية عبث، ونجيب محفوظ: ستظهر وتختفى للأبد، ويقول الشيخ الشعراوى: لأن الانتماء إلى حزب دينى ليس من ركائز الإسلام، فأنا مسلم قبل أن أعرفكم، ومسلم بعد زوالكم، ولن يزول إسلامى بدونكم. أتمنى أن يطلب المجلس العسكرى.. حلقة الإعلامى خيرى رمضان مع المفكر السودانى الحاج وراق، وسوف يرى فى هذه الحلقة كيف أصبح السودان خامس دولة من حيث الفساد، وكيف أن مرشد الإخوان السودانى، والترابى، قالا: هذا أفسد نظام فى تاريخ السودان، وثانى دولة من حيث هجرة أبنائها إلى إسرائيل، نعم إسرائيل! تمزقت السودان إلى دويلات «الثالثة - دارفور - فى الطريق»، حسن البنا أفتى بعدم تعليم المرأة، بيت الأشباح فى السودان.. الخلاصة: العاقل من اتعظ بغيره، والغبى من اتعظ بنفسه.. اسألوا أى واحد من هؤلاء المتسربلين بإهاب الدين: هل يفضل العيش فى طالبان أو أفغانستان أو السودان.. أم فى سويسرا، لقد قالها فولتير: إن الذى يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلا لعنك الله، لا يلبث أن يقول لك: اعتقد ما أعتقده وإلا قتلتك! وتمنى فولتير لو أتى بآخر سياسى وخنقه بأمعاء آخر رجل من أدعياء الدين. إنه نفق مظلم، ومصير مؤلم مجهول.. وعلى المجلس العسكرى أن يخرجنا منه كما أدخلنا فيه، واللى يحضر عفريت يصرفه، وإلا سوف يركبه ويركبنا معاه. نقلاً عن المصري اليوم