مع انطلاقة فعاليات الاستعداد للبرلمان القادم والذي طال انتظاره والمكمل للمسار الإصلاحي بعد ثورة يونيو . نشط كالمعتاد سماسرة الانتخابات وتجارها ونشط الحالمون والآملون بمقعد الجاه والحصانة من أباطرة ماضي ما قبل الثورة ومن حملة القناديل والشعارات. والشارع المصري المظلوم والمسحوق بالاختيار الذي يتوهمه على الدوام آتياً لخدمته !! متناسياً عن الدور التشريعي المنوط به والذي من أجله شيد هذا المجلس الموقر. والمتوقع والذي بدأت معالم بوادره. أن تستمر الآليات المعتادة علي نهجها القديم وأن بالفعل هناك عودة لسماسرة الانتخابات للموسم المربح للجيوب دون العقول. والخوف كل الخوف من أفاقين الزفة والمنتفعين وكذلك العائدين من ماضي خلفته ثورتين. ويغيب وسيغيب مناضلو الميدان الثوري وشبابه . بعد أن اعتقدوا أولاً أن ذكرى الميدان كافية وأن حلقة برنامج التوك شو كافية وانشقوا على أنفسهم واختلفوا فأفرزوا لرافضيهم المناخ المناسب لتشويهمم وتخوينهم ودحرهم قبل موعد الموقعة البرلمانية التي منها سيخرج المشرع الحقيقي للمستقبل الإصلاحي المأمول. ومع حمي المعركة الانتخابية كالعادة سينشط صناع البرامج وسيناريستات الورش وفناني التجميل في العمل علي إظهار باقات الائتلافات والمستقلين بأبهى صورة أمام الكاميرات تارة وبالعطاءات الخيرة تارة أخرى لإشباع الرغبات المؤقتة للمواطن المطحون. محزن حقاً أمر تلك الآلية التفعيلية لمن هم مفترض فيهم أمانة الرصد ورغبة التغيير وامتلاك الفكر وبرامج التعديل. وسيكون محزناً فعلاً إن غاب عن هذا الاستحقاق الثالث المنتظر طاقات الأمة النابضة الشابة والعازمة علي أن تشارك في تشريعات تنسف الواقع المتهالك وتفجر مسوأته وتعيد البناء. دعونا أولاً نبتهل أن يتم تدارك الثغرات في النص الدستوري وأنا يسرع المشرع بالقانون القضائي الحاسم للتأويلات. وأن يحصن ضد طعون الجهابذة المتأهبين الرافضين والناقمين الطامعين في الانتقام. دعونا نبتهل أن يكون هذا الاستحقاق بعيداً عن معايير المال وعن معيار من سيدفع أكثر من ماله ليأتينا باسماً قائلاً إنه دفع الملايين طمعاً في خدمة الوطن والشعب. دعونا نبتهل ألا يكونوا كثرة تحت القبة جاءت بها العصبيات القبلية والأسرية دون النظر ألا للقب المحمول دون الهدف والمضمون. إن مستقبل القيادة الحاكمة شعبياً وجماهيرياً سيرتبط بما سيشرعه النواب. إن أضلاع مثلث خارطة الطريق سيكتمل بهذا الاستحقاق الذي وإن أضير سيضر بالضعف معه الاستحقاقين الذين سبقاه . إن مستقبل الأمة وحاضرها سيكون رهن تلك العقول والضمائر التي ستصل لمقعد سفينة التغيير المشرعة والمسنة لقوانين وضوابط المرحلة شديدة الحرج في تاريخنا المعاصر. إن أعاصير انتفاضية جمة قد تأتي من بين ثنايا التشريعات القادمة وما ستحمله على مستقبل الشعب المثقل بالأزمات إن لم تفرز التغيير وتوضحه بالبيان للشعب وأبنائه . ولنحذر من الأعاصير السياسية والقضائية الجمة التي قد تنشط ضد أسماء بعينها جاءت من الماضي المرفوض جماهيرياً. هذا الاستحقاق الضروري القادم هو استكمال لخارطة طريق بناءة . أأمل أن نكون عليها جميعاً رقباء وبجراح الشعب رفقاء وبواقعنا عقلاء ورحماء . فلن نحتمل أعاصير الغضب التي حتي وأن حجبت مرحلياً سيأتي يوم ستقتلع فيه كل أمل . رفقاً . رفقاً . رفقاً ... بالوطن