يفتتح الأمير خالد بن سلطان الرئيس الشرفي للمجلس العربي للمياه غدا بالقاهرة فعاليات المنتدى العربي الثالث للمياه، الذي ينظمة المجلس العربي للمياه ويقام هذا العام تحت شعار "معا نحو مستقبل مائي عربي آمن"، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور لفيف من وزراء المياه والزراعة وكبار المسئولين والخبراء من مختلف الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية. وصرح الدكتور محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه وزير الري الأسبق بأن المنتدى سيركز في مناقشاته على التحديات المائية التى تواجه المنطقة العربية وسبل مواجهة مخاطر الشح المائى وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة وتنمية مهارات الدبلوماسية المائية، باعتبارها السلاح الأجدر حاليا لضمان نجاح التفاوض حول المياه المشتركة في المنطقة العربية .. لافتا إلى أن "60 % من موارد المياه العربية مشتركة مع دول أخرى، مما قد يكون أحد مسببات النزاع، وهو ما يجعل الدبلوماسية المائية من أهم الوسائل لايجاد الحلول السلمية". كما يناقش المنتدي العربي مستقبل المياه العربية، والأوضاع المائية العربية محليا وعالميا، وآليات ضمان استدامة الموارد المائية، وتحديث المعلومات حول الموارد المائية المشتركة في الدول العربية مثل نهري النيل والفرات ووضع الآليات والحلول المناسبة لفض النزاع حول المياه المشتركة. كما سيتم عرض مختلف النماذج للآثار السلبية للتغيرات المناخية والتكيف معها في المجال الزراعي من خلال استنباط سلالات من المحاصيل أقل استهلاكا للمياه وأكثر تحملا للجفاف وملوحة التربة .. موضحا أنه سيتم مناقشة الاستفادة من تكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد في إدارة المياه العربية. وكشف أبوزيد عن أن المركز القومي لبحوث المياه سيقوم خلال اعمال المنتدى بعرض دراساته المتعلقة بإستخدام تكنولوجيات جديدة لمواجهة آثار التغيرات المناخية، و"تطبيق برامج وشبكات مراقبة نوعية المياه" والتي صممت لتقييم نوعية الموارد المائية في النيل والمياه الجوفية ومياه الصرف، وإستخدام أنظمة الانذار المبكر لتوقع الفيضانات وقياس الحد من المخاطر. من جانبه قال الدكتور حسين العطفي أمين عام المجلس العربي للمياه أن المنتدى سيبحث ايضا أمور الحوكمة وأخلاقيات المياه ومشاركة المجتمع المدنى ودور المرأة فى إدارة المياه وسيتم تنظيم عدة جلسات حول التوجهات والإجراءات التى تتم فى البلاد العربية فى هذه الأمور. وقال العطفى إن المجلس العربى للمياه يقوم بتنظيم المنتدى العربي للمياه كل ثلاث سنوات، حيث يُعتبر المنتدى منبراً للخبراء والعاملين والمهتمين بالمياه فى المنطقة العربية لمناقشة قضايا المياه التي تؤثر على حياتهم اليومية ولتدارس التجارب السابقة والوقوف على الموقف الراهن والتخطيط للمستقبل حيث تزداد المشاكل تعقيداً في المنطقة العربية وأصبحت الحلول المستدامة حتمية لمواجهة المستقبل. وأوضح أن المنتدى يمثل فرصة للدول العربية لتضافر الجهود ودعم السياسات المائية الاستراتيجيات وتحويل التحديات التي تواجه قطاع المياه إلى فرص للنمو والتنمية .. مبينا أن الموارد المائية الشحيحة تمثل في هذه المنطقة التحدي الأكبر الذي تتفاقم حدته بسبب النمو السريع للسكان والتغيرات المناخية والكوارث المتعلقة بالمياه مثل الفيضانات والجفاف وغيرها. وأضاف الدكتور صفوت عبد الدايم رئيس اللجنة المنظمة أن بعثة رفيعة المستوى من البنك الدولى وصلت القاهرة للمشاركة فى المنتدى، مبينا أن موضوع "المياه للزراعة" سيشكل محورا رئيسيا فى المنتدى حيث تتولى عدة منظمات عربية وعالمية تنظيم عدد من الجلسات التى تتناول الموضوع من شتى جوانبه باعتبار أن البلاد العربية تستهلك حوالى 85% من مواردها المائية فى الزراعة. وأفاد بأن هناك موضوعات مهمة ستتم مناقشتها فى المنتدى وفى مقدمتها موضوع التكيف مع التغيرات المناخية ومخاطر تأثيرها على الموارد المائية ومن ثم على احتياجات المياه فى سائر القطاعات خصوصا إنتاج الغذاء والتأثيرات البيئية اهتماما خاصا ينعكس فى تنظيم عدة جلسات لجهات مختلفة ضمن برنامج المنتدى.