قال الدكتور عبد المنعم السيد ، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إن النموذج التنموي لشبه جزيرة سيناء يجب أن يتضمن التركيز على تنمية القطاعات ذات الاهمية الاستراتيجية سيناء خاصة الزراعية و الصناعية والسياحية مع مراعاة التنسيق و التكامل فيما بينها. أضاف السيد ، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن الإستراتيجية المقترحة تعتمد على عدة محاور فنجد قطاع الزراعة يعاني العديد من المشاكل الناجمة عن ارتفاع التكاليف نتيجة لظروف البيئة الحاكمة، و من ثم فان التغلب على هذا الوضع يتطلب اتخاذ مجموعة من السياسات والاجراءات منها ضرورة توفير الدعم الحكومى لمشروعات استغلال مياه الامطار للتغلب على ندرة مصادر المياه فى سيناء اذ تعتمد أغلب الزراعة على المياه الجوفية والأمطار والسيول فيما عدا الأجزاء التى تمر بها الترع مثل ترعة السلام وترعة الشيخ زايد والمياه المنقولة بالانابيب فى نفق الشهيد أحمد حمدى. كما أن الاعتماد على مياه الآبار فى سيناء لم يعط إنتاجية وسرعة فى التنمية مثل مشروع ترعة السلام، بسبب ارتفاع درجة الملوحة فيها، و ارتفاع تكاليف إنشائها. تابع السيد ان من ضمن الاجراءات لإصلاح قطاع الزراعة فى سيناء العمل على تحسين وتطوير إنتاجية المحاصيل المزروعة، والتي يعتمد عليها أهل هذه المناطق في تنمية مواردهم، ومنها الزيتون والنخيل والنقل والخوخ والتين، والمحاصيل الحقلية، خاصة القمح، ومحاصيل الزيوت والأعلاف، مع ربطها بمتطلبات الامن الغذائي. أضاف السيد ، الى ضرورة استغلال وتنمية النباتات الطبية والعطرية المتنوعة والتي تعتبر جزءا هاما من المواد الأولية التي تدخل في صناعة الدواء، كالخلاصات والمواد الفعالة التي تفصل من النباتات الطبية على صورة نقية، كما تمثل مركزا مرموقا بين الصادرات المصرية وخاصة إلي أوروبا، حيث يزداد الإقبال علي استخدام النباتات الطبية والأعشاب في العلاج، استحداث النباتات التى تساهم فى زيادة العائد الاقتصادى، وفي هذا الاطار يمكن الاستفادة من بنك الجينات للنباتات الصحراوية بالشيخ زويد والذى يضم الأصول الوراثية للنباتات البرية. أشار السيد ، الى الاستفادة من بحيرة البردويل المليئة بالأسماك المتميزة والتى يمكن أن تكون مصدرا رئيسا لإنتاج الأسماك و إنشاء جمعيات تعاونية زراعية تقوم على خدمة واستغلال الأراضي التى سوف تمنحها الدولة لأهالى سيناء، و تسهم في توفير مستلزمات الإنتاج، وتسويق المحاصيل الزراعية مع التركيز على نشر نظم المزارع المندمجة (متكاملة الأنشطة الزراعية والحيوانية)، خاصة في برامج التوطين الزراعي على الآبار بوسط سيناء، مع التركيز على نظم الزراعات التعاونية والتعاقدية. ,طالب بإنتاج خرائط المناطق الحساسة بيئيًّا لعمليات التدهور في كل المناطق البيئية الزراعية بسيناء، وتداخل مياه البحر والمنخفضات، ووجود بعض الأمطار الشتوية التي يمكن الاعتماد عليها جزئيًّا، وعناصر نشاط الكثبان الرملية و تنمية المحور الساحلى للبحر المتوسط والذى يبدأ من السلوم حتى رفح ويربط المناطق السياحية بالساحل الشمالى ومناطق استصلاح الأراضى بشمال الدلتا والشريط الساحلى لسيناء. اوضح السيد ، ضرورة مواجهة التعديات التي تحدث علي الأرض المملوكة للدولة ملكية خاصة، كما يمكن الاستعانة بإنشاء شرطة خاصة لحماية أراضي الدولة والمجاري المائية وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للتعمير.