فى ظل التزايد المستمر فى أسعار الوقود، يبحث دائما المستهلك عن السيارات الاقتصادية فى استهلاك الوقود خاصة وأن كمية استهلاك الوقود تعتبر من أكثر الأمور التى يضعها المستهلك عند شراء سيارة جديدة، غير أن شركات السيارات تتعمد تضليل المستهلك فى ذلك الأمر بإعلان معدلات خاطئة لاستهلاك الوقود، وهذا ما اكتشفته هيئة حماية البيئة ووزارة العدالة الأمريكية التى قامت بتغريم شركتى السيارات الكورية هيونداى وكيا مبلغ 100 مليون دولار لاستخدامهما أرقاما مضللة على إعلانات السيارات حول كمية استهلاك الوقود فيها. وتعتبر هذه الغرامة الأعلى فى تاريخ هيئة حماية البيئة الأمريكية بقاضيا مشابهة تخص تلوث الهواء.. وأكدت الهيئة أن مبيعات السيارات الكورية بلغت 1.2 مليون سيارة مستخدمة إعلانات "كاذبة ومضللة" حول معدل استهلاك الوقود بتلك السيارات وذلك بدءا من عام 2012 مما رفع قيمتها السوقية إلى 200 مليون دولار. وفرضت هيئة حماية البيئة أيضا أن تنفق هيونداى 50 مليون دولار لبناء وحدة مستقلة لشهادات استهلاك الوقود وفرض اختبار كل السيارات المنتجة بالمصنع فى هذه الوحدة.. واكتشفت الهيئة الأمريكية أن شركتى هيونداى وكيا استخدمتا أرقاما كاذبة ومضللة معتمدة على أقل معدل نتج لاختبارها مئات السيارات من شأنها تضليل المستهلك الذى وقع بالفخ. وأثبتت دراسة اجرتهاTransport & Environment، أن مرسيدس تأتى فى المركز الأول فى الشركات الأكثر تلاعباً بنتائج اختبارات استهلاك السيارات للوقود.. واستطاعت مرسيدس ان تأخذ الصدارة بسبب الاختلاف الكبير بين الأرقام الرسمية والفعلية فى حالات الطرق والأجواء الحقيقية. فقد ارتفعت من 8% فى 2001 إلى 40% فى 2013.. وهى نسبة كبيرة ومخيفة إذا ما تم المقارنة بارتفاع الشركات الإخرى من نفس النسبة الى 31% فقط. تقول الدراسة أن الاختبارات الحالية التى تجريها الشركات على السيارات لقياس معدل استهلاك الوقود "باطلة" ولا أساس لها من الصحة، خاصة وأن هناك العديد من الطرق التى تستطيع بها التلاعب بالنتائج، حيث تقوم الشركات ببناء نماذج خاصة بسلوك واستهلاك مجهز لأفضل اداء اثناء اجراء الاختبار. وتتلاعب الشركات بالنتائج عادة بتغطية فتحات الأبواب فى هذه النماذج.. ويقول المركز ايضاً بأن انظمة ادارة المحركات الحديثة تستطيع ان تتعرف على اجراءات الإختبارات وفى حالة التعرف عليها يغير من طريقة عمل المحرك للخروج بأفضل النتائج.. هذه الطريقة فى الغش تعرف ب "Cycle Beating" وهى خدعة كانت تستعمل للتلاعب بنتائج اختبارات تلوث الهواء. وتقول الدراسة إن هذا الامر لن يستمر طويلاً.. فمن ضمن التغيرات الحاصلة لأنظمة أوروبا لإنبعاثات المحركات واستهلاك الوقود البدء تطبيق اختباراتThe World Light Vehicle Test Procedure أو بشكل مختصر WLTP.. وهذه الاختبارات ستكون موحدة وستبدأ اوروبا فى تطبيقها عام 2017 إذا وافقت عليها جميع دول اوروبا وستكون هذه الاختبارات أكثر دقة وصرامة لدرجة أن شركات السيارات يريدون تأجيلها لعام 2022. وكانت هيونداى – كيا قد باعت حوالى 900,000 سيارة فى الولاياتالمتحدة وكندا بين عامي 2011 و2013 وتم التلاعب فى معدل استهلاك الوقود وتستعد لتعويض المتضررين حيث جمعتا مبلغ 412 مليون دولار بواقع225 مليون دولار ل «هيونداي» و187 مليون دولار ل «كيا» لكي تقدمه كتعويض لكل حالة من الحالات المتضررة على حسب نوع السيارة وعدد الأميال المقطوعة. وقد أخطأت «هيونداي» في احتساب معدل استهلاك الوقود في طرازات «إلانترا»، و«جينيسيس»، و«أزيرا»، بالإضافة إلى «فيلوستر»، أما على الجانب الآخر فأن شركة «كيا» أيضاً قد أخطأت فى احتساب معدل استهلاك الوقود فى طرازات «سبورتاج»، و«سورينتو»، و«أوبتيما HEV»، و«ريو».