تحتل مدينة كوباني او عين العرب موقعا مهما في كل نشرات الأخبار حيث اصبحت ربما الآن أهم مدينة في العالم وربما بأهمية مواقع مثل ستالنجراد او ورترلو او ترافلجار بالنسبه لنشرات الأخبار. لقد بات معروفًاً إن الولاياتالمتحدة تعتزم إرساء لعبة جديدة في الشرق الأوسط عن طريق تركياوإيرانوالعراق. تدور هذه اللعبة في قلب العالم العربي وتحديداً، في العراق والشام. حيث تخوض أمريكا حربا طويلة الأمد في هذه المنطقة في ضوء مبادرة الشرق الأوسط الكبير. ولكن ظهرت عوامل جديدة تطلبت إعادة إرساء قواعد اللعبة وإعادة التخطيط ووضع تكتيكات جديدة. انطلقت الثورة السورية في مارس 2011 ولا يزال الغرب غير قادر على تطويعها. الولاياتالمتحدة تدرك جيدا أن سقوط النظام السوري كنتيجة لهذه الثورة سيُفشل مشروعها طويل الأمد في المنطقة. بناء عليه تسعى الولاياتالمتحدة إلى بناء فدراليات صغيرة في المنطقة حتى تقضي على الثورة. الآن تريد الولاياتالمتحدة حماية نظام الأسد و إضافة سوريا إلى مشروعها التقسيمي للعراق الذي لم تحققه بعد. بالنسبة لمنطقة كردستان العراق فهي تقبع تحت سيطرة برزاني. أيضا الجناح العسكري لحزب العمال الكردي السوري، وحدات حماية الشعب، متواجدة في شمال سوريا. ولكن هناك خلاف بين برزاني وحزب العمال الكردي في مقابل ذلك فبين برزاني وتركيا صداقة جيدة بمساعدة الولاياتالمتحدة. ولا يزال البحث عن حل لمنطقة شمال سوريا التي تركها الأسد في 2012 مستمراً. الإدارة الجهوية لبرزاني تسيطر على الجزء الشمالي للعراق وتخطط للترابط مع شمال سوريا في خطوة لبناء دولة كردية فدرالية. وسيكون الجزء الثالث والأخير بناء دولة سنية تتشكل من جزء في العراق وجزء في سوريا. حيث تسيطر إيران حاليا على الجزء الشيعي. وهذا التحالف العراقي الشيعي الذي سيسيطر على هذه المنطقة سيريح أمريكا. وبما أن الجزء السني يقبع تحت سيطرة تنظيم الدولة، فإن الولاياتالمتحدة ليست قلقة على المنطقة. إن الولاياتالمتحدةوتركيا لا تريدان وجود تنظيمات مستقلة صغيرة في شمال سوريا. بناءً على تجربتها في العراق ها هي الولاياتالمتحدة تحاول السيطرة على هذه المنطقة عبر برزاني. كما تواصل تركيا في نفس السياسة الأمريكية. ولهذا السبب لا يريدون فقط البشمركة في كوباني بل والجيش السوري الحر. وهذا يهدف إلى تحقيق بعض النتائج: السيطرة على المنطقة عبر برزاني بالسماح للجيش السوري الحر وقوات البشمركة بالدخول لكوباني اعتمادا على تجربتها في العراق لأن السيطرة عبر برزاني والجيش السوري الحر تعني أيضا تدخل تركيا بما أن الجيش السوري الحر تحت مراقبة المخابرات التركية. أيضا السيطرة من خلال برزاني قد تساهم في نجاح عملية تركيا وتسهل تحركها في الجهة. غير أن وحدات حماية الشعب، من ورائها حزب العمال الكردي، يريد الإبقاء على استقلاليته في مناطق حكمه. هنا تهدف وحدات حماية الشعب إلى التشويش على اللعبة التي نسميها انقساما إلى ثلاث خطط. وهذا هو سبب معارضتها لدخول الجيش السوري الحر إلى كوباني. ومع ذلك إظهار مجاهدين سلفيين مع الجبهة الإسلامية في الجيش الحر كسبب ليس إلا حجة واهية إن الجيش السوري لا يضم إلا جنودا معتدلين.