أطلقت وزارة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة الطفولة "اليونيسيف" اليوم الثلاثاء بالقاهرة دراسة بعنوان " فقر الأطفال متعدد الأبعاد فى المناطق العشوائية غير الآمنة والمناطق العشوائية غير المخططة فى مصر" ونتائجها وذلك خلال مؤتمر عقد ببيت القاهرة تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء. وأكدت الدكتورة ليلى اسكندر وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات - فى الكلمة التى ألقتها فى افتتاح المؤتمر - ان تنفيذ هذه الدراسة يأتى فى إطار حرص الحكومة على ضمان البعد الاجتماعي للسكان وتعزيز مبادىء حقوق الانسان وتوفير العدالة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع. وأضافت ان تنفيذ تلك الدراسة يأتي أيضا تاكيدا على اهمية إدراج مكون الطفولة فى إطار خطة التطوير والتنمية المتكاملة للمناطق العشوائية بما يحقق المصلحة الفضلى للطفل المصرى وربط البيانات الواقعية بالسياسات الموجهة للارتقاء بمستويات المعيشة داخل المناطق العشوائية من اجل الحد من التسرب من التعليم والقضاء على سوء التغذية وتوجيه عناية خاصة للاسر الققيرة التى تكون عاجزة عن حماية اطفالها. واوضحت ان المحافظين هم الخط الاول لتطوير جميع المناطق.. معلنة عن تنفيذ مبادرات بالتعاون مع وزارة الصحة لتوفير الخدمات لاسيما للوحدات الصحية. وسلطت الوزيرة الضوء على اهمية دور المجتمع المدنى فى التنمية المجتمعية.. لافتة فى الوقت نفسه الى ان قلة الفراغات العمرانية المخصصة للاطفال فى المناطق العشوائية وغير المخططة قد يؤدى الى نتائج سلبية بالنسبة لاطفال اليوم وشباب الغد. ومن ناحيته.. قال فيليب دوامال ممثل منظمة اليونيسف فى مصر انه "عندما نفكر فى طفل فقير، تعرض لنا عادة صورة لطفل فى منطقة ريفية، ولا ترد على اذهاننا صورة واقعية اخرى لفتاة تعيش فى المدينة بجوار مدرسة لن تلتحق بها، وأسرة محرومة من خدمات يتمتع بها اخرون على مسافة قريبة منها". واشار الى انه على مدار العقود الماضية، كان توسع المدن فى مصر فى اغلب الاحيان غير مخططا مما تسبب فى تزايد المناطق العشوائية والذى صاحبه اتساع فى التفاوت .. موضحا ان الاطفال فى هذه العشوائيات يعانون من الحرمان المتعدد الأشكال الذى يهدد مستقبلهم ويجب مواجهته. واعرب عن تقديره لرئيس الوزراء ووزيرة الدولة للتطوير الحضرى وكذا محافظى كل من القاهرةوالاسكندرية وبورسعيد وسوهاج للجهود المبذولة من اجل القيام بهذه الدراسة وبلورتها فى شكل نتائج سيتم الاستفادة منها..مضيفا ان الدراسة تعطى رؤية عن الظروف الحياتية للاطفال فى المناطق العشوائية. واوضح ان الدراسة تركز على رصد مستويات الفقر والحرمان بين الاطفال الذين يعيشون فى المناطق العشوائية غير الامنة وغير المخططة فى اربع محافظات هى القاهرةوالاسكندرية وبورسعيد وسوهاج، حيث تقدم الدراسة بيانات حول فقر الاطفال من منظور متعدد الابعاد يتجاوز مؤشرات الدخل والاستهلاك ويعكس الظروف الحياتية للاطفال من خلال رصد اشكال الحرمان المتعددة والتى تشمل الحصول على الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحى والمأوى والتعليم والرعاية الصحية والمعلومات. و اكد انه يجب اتباع التدابير لحماية الطبقات المهمشة والضعيفة للحصول على الخدمات الاساسية والتى يمكن تمويلها دون اية اعباء اضافية على ميزانية الدولة.. مشيرا الى انه يتطلع لاستمرار التعاون مع الحكومة المصرية والمجتمع المدنى لمناقشة التحيات والعمل على مجابهتها . و تظهر نتائج الدراسة نفسها ارتفاعا شديدا فى معدلات الفقر والحرمان متعدد الابعاد بين اطفال فى المناطق الحضرية غير الامنة، لدرجة تصل فى بعض الحالات الى المعدلات المرصودة فى اشد المناطق الريفية حرمانا حيث يتراوح فقر الاطفال متعدد الابعاد فى المناطق الحضرية من 50 الى 60 بالمائه. وتوضح الدراسة ان ما يقرب من نصف الاطفال القاطنين فى المناطق العشوائية غير الآمنة لايمكنهم الوصول الى مرافق متطورة فيما يخص بعد الصرف الصحى ، ويقل المعدل عن 5بالمائه فى المناطق غير المخططة.. كما تظهر الدراسة ايضا المستويات المرتفعة نسبيا من الحرمان من بعد توفر المياه الذى يؤثر على 30 بالملئه من الاطفال فى المناطق غير الامنة. وتبلغ نسبة الحرمات الحاد من بعد التعليم 37 بالمائه فى المناطق العشوائية غير المخططة و43 بالمائة فى المناطق غير الامنة للاطفال من 12 الى 17 عام وبالتالى تظهر مستويات مرتفعة للتسرب من التعليم قبل اتمام التعليم الالزامى. وشارك فى المؤتمر الدكتور جلال سعيد محافظ القاهرة ، اللواء طارق مهدى محافظ الاسكندرية، اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد واللواء محمود عتيق محافظ سوهاج بالاضافة الى ممثلين عن الوزارات المعنية والسفراء وممثلى المنظمات الدولية. وكانت الفعاليات قد بدأت بعرض تقرير وثائقى عن وضع الاطفال فى منطقة " تل العقارب".