حذر واحد من أكبر خبراء الإرهاب في العالم وهو البروفيسور بيتر نيومان، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية الملك في لندن (كينجز كوليدج لندن)، من أن نهج بريطانيا في التعامل مع المقاتلين الجهاديين البريطانيين العائدين محكوم عليه بالفشل ويصعب عملية إيجاد الارهابيين المحتملين. وقال نيومان -- وهو مستشار بارز لمشروع قدمه الرئيس أوباما لمجلس الامن الدولي في وقت سابق هذا العام يدعو إلى إتخاذ إجراء عالمي لمواجهة تهديد العائدين من سوريا والعراق -- لصحيفة إندبندنت البريطانية إن بريطانيا بحاجة إلى إتباع استراتيجية أكثر تباينا تجاه الأشخاص العائدين من الصراع في سوريا والعراق. ونوهت الصحيفة إلى أن نيومان سيقوم غدا باخبار النواب في البرلمان البريطاني، بأن النهج العقابي والذي يتضمن محاكمة الأشخاص العائدين من القتال بتهمة الخيانة "مضلل"، موضحا أن الاستراتيجية المتوافرة حاليا تتضمن احتجازهم، ومحاكمتهم بتهمة الخيانة، وهي استراتيجية مبنية في الاساس على نهج عقابي فقط. وأضاف نيومان أنه على الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد تكون مناسبة للتعامل مع بعض الاشخاص الا ان هناك فئات اخرى يمكن التعامل معهم باسلوب مختلف. ولفتت الصحيفة إلى أن انتقادات نيومان جاءت بعد انتقادات وجهها اللورد ماكدونالد النائب العام البريطاني السابق لاسلوب تعامل الحكومة مع الجهاديين العائدين حيث قال إن إتهام الجهاديين العائدين بالخيانة يعد "استجابة قاصرة لمشكلة تتصاعد ". وكان وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، قال الاسبوع الماضي إلى أعضاء البرلمان البريطاني ان البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش أو الذين أقسموا بالولاء له سيواجهون تهمة الخيانة. واعترف وزير الخارجية البريطاني بمناقشات داخل الحكومة البريطانية حول إحياء قانون يقضي بامكانية فرض عقوبة السجن مدى الحياة. ويعتبر القانون هو الاحدث في سلسلة من التدابير الصارمة التي تنظر فيها الحكومة البريطانية وتتضمن السلوك غير الاجتماعي للمتطرفين وفرض قوانين أكثر صرامة لجعل الانضمام إلى الجماعات المتطرفة جريمة يعاقب عليها القانون، حتى بالنسبة للذين لم يشاركوا بشكل مباشر في الإرهاب. وأوضح نيومان بان العائدين من سوريا ينقسمون إلى حد كبير إلى ثلاث فئات، وهي الخطير و المضطرب نفسيا و الواهم، مؤكدا على أن تلك الفئات بحاجة إلى المساعدة النفسية أكثر من السجن. وقالت إندبندنت إن الآلاف من المقاتلين الأجانب يتواجدون الآن في سوريا، بما في ذلك المئات من البريطانيين. ويعتقد أن حوالي 30 جهاديا بريطانيا لقوا حتفهم في القتال بصفوف داعش وغيرها من الجماعات في سوريا.