أكد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أن مشاهد الدمار جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة تفوق الوصف وأكثر من الحرب الإسرائيلية عام 2009. وقال "كي مون" في مؤتمر بعد لقائه بوزراء حكومة التوافق في مقر رئاسة الوزراء (بيت الرئيس محمود عباس) غرب مدينة غزة اليوم (الثلاثاء) إن "من دواعي سروري أن أراكم هنا اليوم، أنا مسرور بزيارتي إلى غزة ولقائي بكم واللقاء بوزراء حكومة الوفاق الوطني. هذه زيارتي الثالثة إلى قطاع غزة ولم أتمكن من الزيارة خلال فبراير الماضي بسبب العنف. أريد أن أوجه تعازي الحارة لكل العائلات التي فقدت أبناءها ولكل الذين فقدوا أحباءهم وأتمنى الشفاء العاجل لكل الذين أصيبوا". وأضاف "أنا هنا بمهمة ثقيلة على قلبي، الدمار الذي رأيته هنا يفوق الوصف، هذا الدمار الذي رأيته أكثر بكثير من الدمار الذي رأيته عام 2009 عندما أتيت إلى غزة". وتابع "كي مون" أنه "رغم أنني مثقل بالهموم إلا أنني هنا برسالة أمل أوجهها من هذا المكان. كما تعلمون أنا قادم من مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار فلسطين. المجتمع الدولي وجه رسالة هامة أنه يتعاطف مع فلسطين، هذه الرسالة عبر المنح بقيمة 5.4 مليار دولار وأرسلت رسالة قوية للعالم وهناك رسالة مهمة جدا من حكومة الوفاق التي عقدت اجتماعا هنا برئاسة رئيس الحكومة الفلسطيني "رامي الحمد الله" أنتم تبنون فلسطين واحدة وهذا مهم جدا أعرف أن الاحتياجات ماسة وعظيمة في قطاع غزة". وأردف أمين عام الأممالمتحدة أن "التقيت الرئيس محمود عباس في القاهرة وكان اجتماعا هاما وأمس التقيت رئيس حكومة الوفاق الفلسطيني "رامي الحمد الله" في رام الله، ولقائي اليوم بوزراء حكومة الوفاق بغزة يعطيني إحساسا أن هناك فلسطين واحدة والأممالمتحدة كانت الأولى التي رحبت بحكومة الوفاق على أسس منظمة التحرير الفلسطينية ونقف إلى جانبكم". وأكد "كي مون" أن المجتمع الدولي يساند الحكومة الفلسطينية لعودة الاستقرار والأمن في قطاع غزة.. قائلا إن هذه فرصة مهمة لإعادة الوحدة تحت قيادة فلسطينية واحدة. هناك ثلاثة تطورات مهمة جدا التي من الممكن أن تسهل أنشطة وفعاليات الحكومة في غزة أولها الاتفاق على تفعيل الحكومة والثاني الاتفاقية الثلاثية بين حكومتكم وإسرائيل والأممالمتحدة لتسهيل دخول المواد البناء إلى غزة. وأعلن "كي مون" أن الشاحنة الأولى حسب هذه الاتفاقية ستدخل اليوم" وقال إن إدارة المعابر في قطاع غزة مهم جدا وهذه ستمكن التحكم والتبادل التجاري بين الضفة وقطاع غزة وأيضا ركزت في حواراتي مع الحكومة الإسرائيلية لا يمكن حل مشاكل قطاع غزة دون حل هذه المشاكل وهذا يشمل رفع الحصار عن قطاع غزة والمشاكل الاعتبار الأمنية الإسرائيلية ويجب على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي العودة إلى المفاوضات حل كل هذه المشاكل وإلا عودة العنف مرة أخرى. وقال كي مون "أنا هنا لأعبر عن تضامنا الكبير مع الشعب الفلسطيني في سبيل مستقبل أفضل واقتصاد أفضل.. دعونا نبني غزة للأفضل وكل شخص يعيش بطمأنينة كبيرة". ومن جهته، قال نائب رئيس الحكومة "زياد أبو عمرو" إن "نرحب بالسيد بان كي مون، والوفد المرافق له في هذه الزيارة الهامة وذات الدلالات الهامة لقطاع غزة. هذه الزيارة التي تأتي في توقيت هام وتوطئة للشروع في إعادة الإعمار للقطاع بعد كل ما تعرض له من دمار جراء الحرب الإسرائيلي الأخيرة على القطاع". وأضاف أبو عمرو "لا يفوتنا هنا أن نتقدم بالشكر والتقدير لكافة الجهود التي بذلها كي مون والأممالمتحدة وهيئاتها المختلفة بشكل عام من أجل وقف العدوان أولا ومن أجل توفير المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف من سكان القطاع الذين شردوا أو تضرروا بسبب الحرب، كما نشكر الأمين العام والأممالمتحدة على الجهود الحثيثة من أجل إعادة إعمار القطاع والعمل على توفير الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك من خلال مؤتمر المانحين الذي عقد مؤخرا". وقال "تباحثنا مع بان كي مون في كافة القضايا المتعلقة بالقطاع وعمل المعابر وإدخال المواد اللازمة والمطلوبة، كما تباحثنا في الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع، وسبل إتاحة الفرص لتحسين أوضاع القطاع من خلال تسهيل حركة الأفراد والبضائع من غزة إلى الضفة وكذلك من غزة إلى الخارج وإلى غزة، وتباحثنا في موضوع الحكومة وعملها وبسط ولايتها واستيعاب موظفي قطاع غزة في الجهاز الإداري". وشدد "أبو عمرو" على أن الحصار المفروض على قطاع غزة هو الذي يتسبب بضائقة القطاع الاقتصادية ولا بد من وجود ضمانات بألا يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتدمير ما سيتم إعماره.. مضيفا أن "جذر المشكلة في قطاع غزة وبقية الأرض الفلسطينية في القدس والضفة الغربيةالمحتلة، يكمن في استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية". وأشار إلى أن توفير الأمن والاستقرار في فلسطين وبقية دول المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون الإنهاء السريع للاحتلال". وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصل إلى غزة عبر معبر "بيت حانون" (إيريز) وقام بجولة تفقدية في عدد من المناطق التي تعرضت للدمار في العدوان الإسرائيلي الأخير خصوصا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة مرورا بعزبة "عبد ربه" شرق مخيم "جباليا" شمال القطاع والتقى بعدد من الأسر التي تقطن في مدرسة البحرين التابعة للأونروا في حي "تل الهوا" غرب مدينة غزة بعد تدمير الاحتلال لمنازلها في الحرب الأخيرة على غزة.