اختلفت الروايات عن أصل عبارة "إسكندرية ماريا" البعض يراها تاريخية الأصل مأخوذة عن إسم السيدة القبطية ماريا التى بعث بها مقوقس الإسكندرية لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم كهدية إكرام ، أو ترجع لكلمة عامية تعنى حسنة الهواء و طيبة المقام، رجح آخرون أن ماريا مشتق من إسم ميرت في اللغه الهيروغليفية وتعني الميناء وهو إسم لميناء قديم علي بعد 45 كم جنوب غرب اسكندريه ( قبالة بلدة سيدي كرير). عروس البحر الأبيض المتوسط الإسكندرية من أعظم المدن الساحلية في العالم ، ولها قيمة تاريخية وسياحية وإجتماعية كبيرة لدي المصريين وغير المصريين والأخوة العرب ، وحتي الأجانب ، فلكل ما يربطة بالعودة إلي تلك المدينة الساحرة التي لانعرف سبباً أبداً يجبرنا علي العودة والإشتياق لسحرها شتاءً قبل الصيف ، السؤال الآن : هل مازالت ماريا العروس تعيش في أجواء شهر العسل أم انتهت أيام العسل وبدأت أيام البصل؟ طلبت مني صديقة من الإسكندرية متابعة الصفحات الرسمية الخاصة بالمحافظة وغيرها علي الفيس بوك ، ورصد الأخبار ومقارنتها بتعليقات المتابعين ، كانت البداية عند خبر جديد علي المجتمع المصري وهو إفتتاح محافظ الإسكندرية لصناديق القمامة تحت الأرض ، وبدأت بالفعل رصد ردود فعل سكان الإسكندرية ممن أعرف وممن أتابع وآخرين عبر التعليقات ، وياللعجب بين ما تقرأ من عناوين الصحف وبين تعليقات القراء والمتابعين. تعليقات القراء بمختلف إنتمائاتهم تنحصر في شكوي صادمة من القمامة المتفشية في أنحاء الإسكندرية ، تجد الأراء متقاربة عن صناديق القمامة تحت الأرض ، فالشكوي مستمرة من عدم تنظيم رفعها ، وينتج عن ذلك حشرات وروائح كريهة ، يجعلها بيئة خصبة لإحتواء الأمراض والأوبئة بسهولة شديدة ، ومجموعة أخري من الأراء تشكوا من الحفر في مختلف شوارع المدينة نتج عنه تشوية وتكسير للأسفلت لم يعاد تهذيبة. اللافت للنظر إهتمام المحافظ بهذا الموضوع بإستمرار ، فتجد تصريحات مواعيد لإلقاء القمامة مساءً ، بينما ردود الفعل ترصد أن المتابعة ضعيفة وتبقي القمامة محل ترحاب لرحلات الذباب الدائمة ، وتجد تصريح آخر عن فصل القمامة الصلبة من المنبع هذا المنهج المتبع في عديد من الدول التي تنفذ ثقافة ومنهج صداقة البيئة ، والتي لا يعرف مجتمعنا عنها شئ ، وأخيرا مشروع أكشاك موزعة علي الأحياء لشراء هذه المخلفات من المواطن. حاولت تحديد المناطق التي تتركز فيها الشكاوي في التعليقات فوجدت أنه لا يوجد حي بعينه تستطيع تحديد معاناته منفردا ، الشكاوي تأتي من كافة أحياء الإسكندرية ، مشهد يعطيك إنطباع أن العروس تفقد بريقها وسط أكوام القمامة التي وصلتني في صور أرسلتها لي بشكل شخصي صديقتي في المحافظة ، وأحزنني مجرد التفكير أن ماريا التي تبعث فيك الحياة مع نسمات الفجر علي الشاطئ تحتضر من الإهمال. لا تكفي النوايا الحسنة لتحسين الأوضاع ، وربما الجهد المبزول يسير في إتجاه خاطئ ، فمن الواضح أن الحلول التي يطرحها السيد المحافظ لاتناسب طبيعة المواطن السكندري بإختلاف ثقافته وعاداته المجتمعية ، المطلوب طرح حلول تسهم في حل فعال ومؤثر ، فتجد الكثير من المواطنين طرح مشروع لتشغيل الشباب لجمع القمامة من المنازل ،وتوفير تكاليف الحفر والرفع بالمعدات التي تفسد الشوارع كالبلدوزر والجرارات. العديد من التعليقات تتهم المحافظ أنه يهوي إطلاق التصريحات الرنانة ،وحب التصوير للظهور الإعلامي ،بينما الواقع يختلف كثيرا ، وبما إني مجرد زائرة للمحافظة ولست بمقيمة ، فمنطقي أن يكون هناك نقاط مضيئة لا أعلمها عن السيد المحافظ ، لكن مع الأسف لم تظهر لي في رصد التفاعلات علي مواقع التواصل الإجتماعي ، ولابسؤال مباشر لأصدقائي من الإسكندرية وبالكاد تجد كلمة شكر علي الجهد مذكورة علي إستحياء. تاريخ المحافظة حافل ، شكاوي تتعلق بمشكلات الطرق غير الممهدة ، والصرف الصحي ، والأبراج المخالفة والتي تشكل خطر دائم علي المواطنين ، وشكاوي من مصانع الرخام والعوادم التي تصيب الأطفال بمشاكل صحية جمه ، الكثير والكثير من التفاصيل تجدها في التعليقات، وأكثر منها إذا تشجع أحد وقام باستطلاع رأي حقيقي في شوارع ماريا ، فإدراك حقيقة المشكلة هو الطريق الصحيح لحل عملي. أعرف أن زمن المعجزات قد ولي وإنتهي ، وأنه ليس بساحر موجود في مكتب المحافظ ليحقق أمنيات المواطن ، لكنه قبل المسئولية وهو علي علم بمشكلاتها ، والمواطن له رغبه حقيقة للتعاون والتغيير ، هناك طاقه وجب إستغلالها بدلا من إهدارها كباقي الموارد ، الإنفصال عن المواطن لن يفيد ولن يزيد الموقف سوي كراهيه مستمرة مع صاحب القرار ، والخاسر الوحيد في هذا الخلاف هو ماريا التي التي هربت وقد لا تعود. للتواصل عبر تويتر @just_me_didi