أظهر مؤشر وكالة الأغذاية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" أن أسعار الغذاء في الأسواق العالمية أضحت أكثر استقرارا، بينما سجلت معظم أسعار السلع الزراعية انخفاضا حادا بالقياس إلى مستوياتها في غضون الأربع سنوات الأخيرة. ووفقا للتقرير الذي تصدره المنظمة، فإن الحصاد الوافر والمخزونات الضخمة للمحاصيل هما من بين العوامل الرئيسية التي دفعت أسعار الحبوب العالمية باتجاه الهبوط. ومن المتوقع أن يسجل إنتاج القمح العالمي في عام 2014 مستوى قياسيا جديدا. وعموما، من المنتظر أن يصل الإنتاج العالمي من الحبوب إلى 2523 مليون طن (2.5 مليار طن) لعام 2014، بتعديل زيادي مقداره 65 مليون طن، مقارنة بتوقعات "فاو" الأولية في مايو. بل وفي نهاية الموسم الزراعي لعام 2015 ينبغي أن تمس أرصدة العالم من الحبوب أعلى مستوى لها خلال 15 عاما. والمتوقع أن يتجاوز الإنتاج العالمي من البذور الزيتية أيضا الرقم القياسي للموسم الماضي، نظرا إلى مزيد من التوسع في إنتاج فول الصويا. ويتجه إنتاج اللحوم إلى النمو باعتدال خلال عام 2014، ولكن ليس بما يكفي لخفض الأسعار من مستوياتها الحالية المرتفعة، في حين لم تنفك أسعار الألبان تنمو على نحو مطرد لدى العديد من البلدان. وسجل إنتاج الأسماك أيضا زيادات، مدفوعا إلى حد كبير بأنشطة تربية الأحياء المائية وتراجع تأثيرات ظاهرة "النينيو" دون المخاوف المسبقة. في الوقت ذاته، سجل مؤشر الفاو لأسعار الغذاء (FPI)، سادس انخفاض شهري له على التوالي وهي أطول فترة من التراجع المتواصل في قيمة المؤشر الدولي منذ أواخر 1990 وليبلغ في المتوسط 191.5 نقطة في سبتمبر 2014. ومن بين مؤشرات أسعار الغذاء الفرعية تراجع مؤشر السكر والألبان أكثر من غيرها، ويليها مؤشر الحبوب والزيوت، في حين ظل مؤشر اللحوم شبه ثابت. . وفي شرق إفريقيا، تحسنت حالة الأمن الغذائي العام مع بدء الحصاد لدى العديد من البلدان. ولكن في حين غلب على أسعار المواد الغذائية في الإقليم حالة استقرار وانخفضت عموما، إلا أن مستوياتها ظلت مرتفعة على نحو قياسي في كلا الصومال والسودان. وفي هذه الأثناء، قللت ظروف الجفاف في أميركا الوسطى إلى حد كبير من حصاد الموسم الرئيسي الأول عام 2014 لدى البلدان المنتجة الرئيسية. وبينما تمثل ظروف الجفاف مشكلة لا يستهان بها في الشرق الأدنى، فيما أدى إلى إنتاج محصولي دون المتوسط من الحبوب بالمنطقة، فإن انفجار الصراعات في سوريا والعراق استتبع تدهورا بالغا في أوضاع الأمن الغذائي الإقليمية.