طالب وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج ممثلي المحطات التليفزيونية اللبنانية بعدم إفساح المجال للإرهابيين عبر الشاشات اللبنانية لترهيب المواطنين وزرع الفتنة فيما بينهم. جاء ذلك خلال اجتماع لوزير الإعلام اللبناني مع رؤساء المجالس ومسؤلي المحطات التلفزيونية، في حضور رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، ومديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان حيث بحث معهم الأداء الإعلامي المتعلق بالعدوان الذي شنه الإرهابيون على بلدة عرسال وما رافقه من خطف لعدد من العسكريين وقتل بعضهم. وقال إنه ذكر المجتمعين بأن هؤلاء الارهابيين يستعملون في حربهم على لبنان الأسلحة المتنوعة، ومنها سلاح الاعلام، بهدف تخويف الناس وترهيبهم من مغبة التصدي لهم، وان من شأن هذه الحرب الاعلامية اضعاف معنويات الشعب والجيش وزرع الشك في قدرة هذا الأخير على صد العدوان والدفاع عن ارض الوطن. ودعا المسؤولين عن الاعلام المرئي، للتصدي للحرب الاعلامية التي يشنها الارهابيون، بحيث لا يفسح المجال لهم عبر الشاشات اللبنانية لترهيب المواطنين وزرع الفتنة فيما بينهم. وأعطى مثالا ببث صور العسكريين المختطفين على شاشات التليفزيون يخاطبون، تحت ضغط جسدي ومعنوي، اهلهم ليقولوا لهم انهم في ايادي امينة وان عليهم ان يتظاهروا ويقطعوا الطرقات. وتساءل هل هذا البث هو في صالح جنودنا المخطوفين، وهل انه يخدم قضيتهم ويساعد على تحريرهم ام انه يزيد القضية تعقيدا ويحقق، من حيث لا ندري، بعض مآرب الارهابيين التكفيريين؟". وقال: "كذلك من البديهي ان نكون جميعا الى جانب اهالي المختطفين في مأساتهم. فمحنتهم هي محنة وطنية، نشعر بفظاعتها في كل لحظة. وهمهم هو هم الحكومة التي تسعى ليلا و نهارا بمختلف طرق التفاوض الى تحرير ابنائهم.. غير أن بعض وسائل الاعلام المرئي من خلال نقل تصريحاتهم وهم تحت وطأة الانفعال والخوف المشروع، يصورهم وكأنهم في صف متعاطف مع الخاطفين بوجه الدولة العاجزة عن تحرير ابنائهم، في حين ان العكس هو الصحيح، اذ ان الدولة تتفهم كل التفهم معاناتهم، ولكن غضبهم يجب ان ينصب في الدرجة الأولى ضد الخاطفين الارهابيين وليس ضد الحكومة التي تقف الى جانبهم بوجه الخاطفين". وتابع: "لقد أكد لي ممثلو المحطات التلفزيونية المشاركة في اجتماع اليوم انهم واعون لمسؤولياتهم وانهم يمارسون فيما بينهم نوعا من الرقابة الذاتية على ما يردهم من صور ومشاهد وتصريحات، فرحبت بهذا النهج، وطالبتهم بالتحلي بالكثير من الحكمة والوعي في نقل الأخبار وفي التعليق عليها. كما طالبتهم بالتصدي للاعلام الارهابي باعلام معاكس عبر ابعاد هؤلاء التكفيريين واعمالهم الاجرامية عن الشاشات، وعدم تسليط الضوء على اعلامهم الارهابي والتخويفي. وقال الاجتماع تناول ضرورة معالجة موضوع شبكات التواصل الالكتروني ، المتفلتة في معظمها من اي رقابة ذاتية، والتي لا بد من ان تتقيد باحكام القانون ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا.