قالت صحيفة " الاندبندنت" البريطانية أن السلطات في سيراليون عثرت على 92 جثة في مناطق متفرقة، خلال فترة حظر التجوال الذي فرض بالبلاد لمدة ثلاثة أيام في محاولة لمكافحة فيروس مرض "إيبولا" . وذكرت الصحيفة أن المواطنين استقبلوا إنهاء الإجراءات الطارئة بالغناء والرقص ؛ احتفالا بالتخلص مؤقتا من هذه القيود. وقد أعلنت الشرطة أنها اعتقلت عددا من المواطنين في أجزاء مختلفة من العاصمة فريتاون ، حيث أصرت السلطات على فرض الحظر حتى الساعات الاخيرة من الحظر الذي فرضته السلطات بهدف عزل المرضى المصابين بفيروس إيبولا وانتشال الجثث وتعليم المواطنين كيفية تفادي الإصابة بهذا المرض. وفيروس إيبولا ، وحمى إيبولا النزيفية ، هي أحد الأمراض البشرية التي تحدث نتيجة فيروس الإيبولا وتبدأ الأعراض عادة في الظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالفيروس ، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق وآلام العضلات وصُداع وعادة ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال ، ويصاحبها انخفاض وظائف الكبد و الكلية ويبدأ بعض الأشخاص في التعرض لمشاكل النزيف في هذه المرحلة. ويمكن الإصابة بالفيروس عن طريق الاتصال بالدم أو سوائل الجسم للحيوان المصاب بالعدوى (عادة القرود أو خفاش الفاكهة ولا يوجد دليل بالوثائق على الانتشار عبر الهواء في البيئة الطبيعية. وأشارت الصحيفة إلى أن الاختبارات التي أجريت للمواطنين خلال قيادة السيارات كشفت عن 53 حالة إصابة جديدة من 123 حالة تم إجراء اختبار لها وأن عشرات المواطنين ينتظرون إجراء اختبارات لهم. يذكر أن السلطات في سيراليون كانت قد فرضت حظر التجوال ، خلال الفترة من من 18 وحتى 21 سبتمبر الجاري ، وأن وزارة الصحة أشارت إلى أن الحظر كان يستهدف السماح لحوالي ثلاثين ألف من عمال الصحة والمتطوعين والمدرسين بزيارة جميع المنازل بهدف الحد من انتشار المرض الذي قتل 562 مواطنا حتى الآن في سيراليون البالغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة. كما فرضت سيراليون الحجر الصحي على أكثر من ثلث سكانها لوقف انتشار وباء إيبولا، فيما دعا اجتماع في الأممالمتحدة إلى بذل المزيد من الجهود في مواجهة الوباء القاتل. و أعلن الرئيس ارنست باي كوروما في تصريح متلفز عن فرض حجر صحي لم تحدد مدته على ثلاث محافظات إضافية ويشمل حوالي 2.1 مليون شخص. وقال كوروما إن "مناطق بورت لوكو وبومبالي ومويامبا فرض عليها حجر صحي فوري"، مشدداً على أن عزل هذه المناطق سيطرح بالطبع صعوبات عدة إلا أن الأولوية هي لحماية حياة مواطنينا وبقاء البلاد. وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة افتتح الأمين العام بان كي مون اجتماعا حول ايبولا، حيث دعا العالم إلى التحرك من أجل وقف انتشار ايبولا "الآن"..وقال إن "العالم قادر ويجب أن يوقف انتشار إيبولا الآن"، خلال افتتاح الاجتماع، مؤكداً أن الفيروس يقتل أكثر من 200 شخص يومياً، ثلثاهم من النساء. وبدوره، قال الرئيس الأميركي باراك اوباما إن الجهود المبذولة لمكافحة المرض "غير كافية وهناك تقدم وهذا مشجع، ولكن أريد أن نكون واضحين نحن لا نتقدم بسرعة كافية، ولا نبذل ما يكفي" من جهد.. مؤكدا أن القضاء على الوباء في مصلحة العالم أجمع. من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه تم بشكل كبير احتواء تفشي إيبولا في السنغال ونيجيريا، إلا أن المرض مازال منتشرا في أماكن أخرى وقتل حتى الآن أكثر من 2811 شخصا في منطقة غرب إفريقيا. وأوضحت المنظمة في بيان لها أن السنغال ونيجيريا نفذت إجراءات صارمة لعزل المرضى وتعقب أي حالات أخرى محتملة ، وهى خطوات أخفقت غينيا وليبيريا وسيراليون في فرضها ؛ ما سمح للمرض بالانتشار في المدن والمجتمعات الريفية.