وافقت كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا على دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، بعقد حوار وطني يوم 29 سبتمبر المقبل، وذلك من أجل إنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات، ولم تحدد رسميا حتى الآن الدولة التي ستستضيف الحوار، وإن كانت الجزائر هي الأقرب حسب تصريح عضو البرلمان الليبي جلال الشويهدي لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وقد تلقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون ردودا إيجابية من قبل مجلس النواب ومن البرلمانيين المقاطعين لجلسات البرلمان، على دعوته الأطراف الليبية للمشاركة في حوار سياسي يوم 29 سبتمبر المقبل حول سبل إنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد. وذكر الموقع الرسمي لبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أن بعثتها تعيد التأكيد على أنه ليس هناك من حل للصراع يفرض على الأطراف الليبية بالوسائل العسكرية، وأن الجهود لإنهاء هذا الصراع لابد أن يقودها الليبيون أنفسهم. وعبر المجتمع الدولي - في الاجتماعات التي عقدت في نيويورك هذا الأسبوع في سياق الجمعية العمومية للأمم المتحدة - عن دعمه القوي لهذه المبادرة التي تهدف إلى إعادة العملية السياسية في المرحلة الانتقالية إلى مسارها. وأضاف أن الاجتماع المزمع عقده يوم 29 سبتمبر سيشكل فرصة أولى لبحث جدول الأعمال والمواضيع التي سيتم بحثها في الاجتماعات اللاحقة .. لافتا إلى أنه عندما تتفق الأطراف على الخطوات اللاحقة ستبدأ المحادثات الجوهرية، وذلك في الفترة بعد عيد الأضحى المبارك. من جانبه، أكد عضو مجلس النواب الليبي جلال الشويهدي ترحيب البرلمان بالحوار الوطني الذي دعت إليه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، لانعقاده يوم 29 سبتمبر المقبل. وقال الشويهدي في تصريح "إن مجلس النواب لن يتفاوض مع من يحمل السلاح في وجوه الليبيين" .. مشيرا إلى أنه كما أعلن من بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا عن أن الطرف الثاني في المفاوضات هم عدد من المقاطعين لجلسات البرلمان. وأضاف أن هناك احتمالا بعقد جلسة الحوار الوطني يوم 29 سبتمبر المقبل بدولة الجزائر، بمشاركة الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من دول الجوار الليبي. بدوره، أكد الناطق باسم مجلس النواب الليبي فرج أبو هاشم أن البرلمان يرحب بقوة بحوار وطني خاصة في هذا التوقيت .. موضحا أن الجميع يتطلع إلى هذا الحوار. وقال أبوهاشم في تصريحات صحفية إنه كان لابد من الدعوة لهذا الحوار قبل إراقة كل هذه الدماء، لكن بعد سيطرة "تشكيلات" مسلحة على مؤسسات الدولة يأتي السؤال: مع من سنتحاور؟. ورفض أبوهاشم التواصل مع من يقف خلف السلاح .. مطالبا المجتمع الدولي بدور أكبر في دعم العملية السياسية في ليبيا خاصة عسكريا من خلال تدريب كوادر الجيش الوطني ومده بالمعدات المتطورة. في المقابل، نفى المسئول العام عن جماعة الإخوان الليبية بشير الكبتي، الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي حول تلقيهم دعوة لحضور الحوار الوطني الذي دعت إليه بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا. وقال الكبتي - في تصريح صحفي الليلة الماضية - إن هذه الأنباء عارية عن الصحة ولا أساس لها من المصداقية .. داعيا وسائل الإعلام المختلفة بتحري المصداقية بنقل الأخبار. وقال الكبتي إنهم مع الحوار، ولكن إن لا يكون ذلك مع الذين تلطخت أيديهم بدماء الليبيين. ويعقد مجلس النواب الليبي الجديد منذ الرابع من أغسطس الماضي ، جلساته في مدينة طبرق (1600) كلم شرق طرابلس، وهو ما اعتبره المؤتمر الوطني العام خرقا للإعلان الدستوري المؤقت، الذي يلزم مجلس النواب بتسلم السلطة في طرابلس وعقد جلساته في مدينة بنغازي. وقال مجلس النواب إن انعقاد جلساته في طبرق، جاء بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في كل من طرابلسوبنغازي. وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي مع وجود حكومتين برئاسة عبدالله الثني وعمر الحاسي ومجلسين تشريعيين هما مجلس النواب المنتخب منذ ثلاثة أشهر، والمؤتمر الوطني العام الذي قرر في نهاية أغسطس الماضي استئناف نشاطه رغم انتهاء ولايته. ونجح برناندينو ليون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الجديد ورئيس البعثة الأممية للدعم، في إطلاق مبادرته للحوار السياسي المقرر عقدها في ال29 من سبتمبر الجاري، بعد جولة مكوكية أجراها شرق وغرب ليبيا، التقى فيها جميع الأطراف، بهدف تقريب وجهات النظر.