قال قائد كبير اليوم الاثنين إن القوات الموالية للواء الليبي السابق خليفة حفتر أعلنت تنفيذ ضربة جوية على جماعة مسلحة قرب طرابلس يوم الاثنين فيما ستكون أول ضربات جوية يشهدها غرب ليبيا منذ ثلاثة أسابيع. وسمع أحد المقيمين في بلدة غريان الواقعة الى الجنوب من طرابلس صوت الطائرات وهي تهاجم أهدافا. واعلنت قناة العربية التلفزيونية عن ضربة على مواقع في غريان استهدفت جماعة ذات توجه اسلامي من مدينة مصراتة الغربية كانت قد استولت على طرابلس الشهر الماضي. وكانت طائرات مقاتلة هاجمت قوات مصراتة في أغسطس آب قبل ان تستولي على العاصمة. واعلن حفتر ايضا ان قواته هي التي شنت ذلك الهجوم إلا ان مسؤولين أمريكيين قالوا إن الطائرات خاصة بدولة الامارات العربية المتحدة ومصر وهما الدولتان اللتان شنتا حملة صارمة على إسلاميين مثل جماعة الاخوان المسلمين التي تربطها صلة بقوات مصراتة. ولا تزال ليبيا تعاني من الانقسام بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وانتقلت الحكومة والبرلمان المنتخب الى طبرق في اقصى الشرق منذ فقدان السيطرة على العاصمة فيما أنشأت قوات مصراتة في طرابلس حكومة موازية وبرلمانا منافسا. وبرز حفتر كقائد عسكري منشق يحارب المقاتلين الإسلاميين لكنه دخل في الفترة الأخيرة في تحالف هش مع الحكومة في طبرق وذلك في اطار الفوضى والتحالفات دائمة التغير في عصر ليبيا ما بعد القذافي. وقال صقر الجروشي قائد قوات حفتر للدفاع الجوي لرويترز "هاجمنا مواقع تابعة لفجر ليبيا." وذلك في اشارة الى تحالف تقوده مصراتة كان قد استولى على طرابلس. وقال مسؤول في مدينة غريان على صلة بقوات مصراتة "شنوا غارات جوية على الثوريين التابعين لنا." واتهم مصر والامارات بالمسؤولية عن الهجمات. إلا ان المحللين يشككون ان بمقدور حفتر شن غارات جوية بطائرات من قواعده في شرق البلاد لان ليبيا لا تملك سوى قوات جوية محدودة وعتيقة كان قد لحق بها الضرر خلال الحرب الاهلية عام 2011. ويقول الدبلوماسيون إن ليبيا تحولت الى ساحة صراع للقوى الاقليمية المتناحرة إذ تجابه البلاد احتمال ان تصير دولة فاشلة او ان تنزلق الى اتون حرب أهلية. ويوم الاحد قال رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني إن قطر -التي تؤيد جماعة الاخوان المسلمين- أرسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالسلاح والذخيرة لمطار بطرابلس خاضع لسيطرة قوات مصراتة. وتتهم حكومة ليبيا السودان بمحاولة تسليح جماعة المعارضة. وباتت الحكومة الليبية عاجزة عن السيطرة على العشرات من جماعات المتمردين السابقة التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لكنها تتقاتل الآن للاستيلاء على السلطة والاستحواذ على نصيب من الموارد النفطية. ومما فاقم الوضع المائع في طرابلس اندلاع معركة منفصلة في مدينة بنغازي في شرق البلاد بين الجيش وقوات حفتر على الرغم من تحالفاتها الهشة. وقال الجروشي إن قوات حفتر هددت بتفجير ميناء بنغازي ما لم تغلقه السلطات هناك لوقف امدادات الأسلحة للإسلاميين. واضاف "حذرنا مدير الميناء بأننا سنقوم بضرب أي باخرة تقترب من الشواطئ الليبية ونحمل مدير الميناء مسؤوليه ذلك." وذكر أن جماعة أنصار الشريعة تستخدم الميناء لإدخال الأسلحة والذخيرة.