مع بداية شهر سبتمبر 2014، يخفق القلب من جديد وتعود الروح إلى الجسد ويخرج قطاع السياحة المصري من الموت الإكلينيكي مع بداية موسم سياحي جديد، فالجميع في الحقل السياحي من عاملين ومستمثرين على يقين بأن السياحة المصرية تمرض ولا تموت، إلى جانب الخطط الوزارية الطموح والاستراتيجيات التنفيذية بهدف الترويج والتسويق لتنشيط السياحة المصرية وإعادة الأفواج السياحية واسترجاع المقصد السياحي المصري إلى مكانته الطبيعية، تأتي المبادرات الشبابية والمجتمعية بالأفكار والابتكارات والتي يطلق عليها مصطلح "خارج الصندوق". لقد قام عدد من الشباب المصري بإعداد وتأليف أغنية مصورة تحت اسم "لفة" في إطار مبادرة رائعة ومبتكرة من أجل الترويج للسياحة في مصر وإبراز معالمها السياحية العظيمة. تأتي فكرة الأغنية أو "لفة" إلى القيام بتصوير فيديو قصير أثناء تحرك المصور في صورة دائرية على شكل بانوراما بدرجة 360 درجة فى الأماكن التى يتواجد فيها، بحيث يظهر في الصورة المصور نفسه وكل ما يحيط به من معالم وخلفيات. تقول كلمات الأغنية "في أماكن هفة، على بالك قوم خد لفة، دي مصر جمالها ما كفى يوصفها أي كلام، أجمل من اللي في خيالك، ركز وحتاخد بالك، تفصايل وحاجات قدامك، حتعيش فيها احلى أيام". لقد حصلت هذه الأغنية في أقل من أسبوع على أكثر من سبعة آلاف مشاهدة، وهذا الرقم في ازدياد سريع، هذه الأغنية الرائعة تذكرني بأغنية "بشرة خير" والتي حققت نجاح باهر وأصبحت تستخدم في جميع المناسبات داخل مصر وخارجها. في إطار الجهود المبذولة والإصرار الطموح لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة للترويج لمختلف عناصر الجذب في أنحاء البلد، تأتي أغنية "لفة" لتعلب دور فعال كوسيلة ناجحة وتلقائية، خصوصا أنها مبادرة شبابية بسيطة تدعو الجميع للمشاركة فيها لعمل نماذج مشابهة لها. الطريف في هذه الأغنية وفي الفكرة نفسها أنها سوف تشجع الآلاف من الشباب إلى زيارة الكثير من الأماكن السياحية، والتي ربما لن ولم يزوروها في حياتهم، من أجل تصوير الفيديو القصير والتقاط الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني رفع الوعي لدى الشباب المصري بالمعالم السياحية المصرية وإحساسهم بأن كل هذه المعالم السياحية ملك لهم وأنهم هم من يشاركون في تنشيط السياحة ومسئولون عن توصيل أحسن وأفضل صورة عن مصر. تقول الأغنية أيضا: "وانت في أم الدنيا دي ما ينفعش تضيع ثانية لفها بين محافظة للتانية، بلد صاحية ما بين ليل ونهار"، وفي النهاية تختم الأغنية بعبارة "ده اللي عايشين فيها، لسة بيشوفوا فيها كل يوم فيها جديد، بحرها وجبالها، يشهدوا لجمالها، شوراعها ونيلها وناسها الجدعان". إن الحكومة المصرية، وبالأخص وزارة السياحة ووزارة الطيران، يجب أن تتبنى هذه الأغنية وتدعمها، إلى جانب الإعلام المصري طالما ساند ودعم في إذاعة الأغاني الوطنية، لذا يجب إذاعة أغنية "لفة" على أوسع نطاق من خلال التليفزيون المصري والقنوات الإعلامية المسموعة والمرئية، وكذلك عرض وبيع هذه الأغنية فى جميع القنوات الأجنبية العالمية بعد ترجمتها لعدة لغات مثل الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية.