من أكثر المخاطر التى تعانى منها المجتمعات حوادث الطرق التى يروح ضحيتها العشرات يوميا وتستنزف المليارات من اقتصاد البلدن المختلفة ويتسبب قائدى السيارات فى الكثير من تلك الحوادث بسبب الغفوة أثناء القيادة خصوصاً عندما يسافرون لمسافات طويلة.. ورغم وجود برامج لتنبيه السائقين فى حال الغفوة إلا أن الخبراء يحذرون منها وينصحون بأشياء أخرى. فقد أكدت نتائج تحقيقات حول عدد من حوادث السير أن سببها الرئيسى هو التعب والإرهاق وهو لا يقتصر فقط على القيادة أثناء الليل بل خلال النهار أيضاً.. غير أن الفترة الصباحية بين السادسة والسابعة صباحاً هى التى تسجل فيها أكبر نسب من حوادث السير بسبب غفوة السائقين أثناء القيادة .. ومن بين العوامل الأخرى التى تزيد من مخاطر الغفو أثناء القيادة خلود أحد الأشخاص الذين يجلسون قرب السائق للنوم.. فنوم الشخص الجالس قرب السائق يمكن أن يتسبب أيضاً فى غفوة هذا الأخير. ورغم توفر العديد من السيارات على برامج تهدف إلى تنبيه السائق فى حال الغفوة لثوان معدودة، إلا أن هذه التقنيات تكون لها نتائج عكسية،حسب الباحثة الألمانية فى علم النفس كاتيا كرار كراوس التى توضح ذلك بالقول: "عندما يكون جهاز التنبيه داخل السيارة ويزداد الإنسان ثقة وأماناً حتى عندما يشعر بتعب شديد حيث يظن أن الجهاز سينقذه من الغفوة لكن عندما تأتى الغفوة يصبح الأمر متأخراً". ولتجاوز مخاطر الغفلة ينصح الخبراء بخمس خطوات: التوقف عن القيادة بعد كل ثلاث ساعات وأخذ قسط من الراحة داخل السيارة أو خارجها المشى قليلا واستنشاق الهواء النقى لأنه ينعش الجسد والروح ومفيد للتركيز. تفادى مواصلة القيادة بعد الإستراحة إذا كان الإنسان لا يزال يشعر بالتعب..وعندما يقتضى الحال يمكن أن يؤجل الإنسان السفر لليوم التالى. التخلى عن المشروبات التى تتوفر على مادة الكافيين (كالقهوة، والشاى المشروبات الغازية خصوصاً الكولا) أو مواد منشطة أخرى.. فرغم أنها تنشط دماغ الإنسان لبعض اللحظات إلا أن مفعولها يزول بسرعة وتكون درجات التعب أكبر من السابق. ضرورة الحرص على بقاء أحد الأشخاص المرافقين للسائق يقظاً لمؤانسة السائق وحثه على الإستراحة فى ظهور علامات التعب عليه.