رفض العديد من رجال الدين المسيحي و النشطاء الحقوقيين دعوة أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بإعادة نظام " كُتّاب القرية" للمسلم والقبطي في حال توليه رئاسة مصر، مشيرين الي انتهاء عصر "الكتاتيب" من مصر، مؤكدين أن إعادة " الكُتّاب " يعني العودة بالزمن لبدء الخليقة، معربين عن اندهاشهم من اتجاه العالم نحو التكنولوجيا والصعود لسطح القمر وتقديم التصميمات الفضائية والرغبة بالعودة لمصر لزمن البداءة. قال القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا، إن عصر " الكتاتيب" انتهي من مصر، مشيرا إلي حلول وزارة التربية والتعليم محل الكتاتيب في الإشراف علي التعليم، وذلك تعقيبا علي دعوة أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بعودة نظام " كُتّاب القرية" للمسلم والقبطي في حال توليه رئاسة مصر. وأضاف القمص ساويرس في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" أن الكتاتيب كانت تستخدم في مصر في فترة ماضية، مشيرا إلي أن تطور الحياة أدي لإشراف الدولة علي التعليم من خلال وزارة سيادية وهي وزارة التربية والتعليم، وعن وجود الكُتّاب في المسيحية في العصور القديمة، أكد القمص ساويرس وجود الكتاتيب في الكنائس والمساجد والخاصة بتعليم بعض الأطفال نصوصا من الكتاب المقدس. من جانبه، اعتبر القس صفوت البياضي، رئيس الطائفية الإنجيلية، دعوة أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بعودة نظام " كُتّاب القرية" للمسلم والقبطي في حال توليه رئاسة مصر، نوع من الدعابة والفكاهة، مشيرا إلي أن عودة نظام " الكُتّاب " يعني العودة بالزمن لبدء الخليقة، مندهشا من اتجاه العالم نحو التكنولوجيا والصعود لسطح القمر وتقديم التصميمات الفضائية والرغبة بالعودة لمصر لزمن البداءة. متسائلا عما سيحوي الكُتّاب الذي يطالب مرشح الرئاسة بعودته مرة أخري علي استخدام التكنولوجيا كأجهزة الحواسب الآلية، قائلا " هل سيتم مطالبة الأطفال بإحضار ريشة ومحبرة ولوح خاص بالكتابة في الكُتّاب أم سيسمح باستخدام أجهزة الحواسب الآلية". وعما كان الكُتّاب مسموحا به في المسيحية، قال البياضي إن الكُتّاب كان يستخدم في الماضي، واصفا إياه بالحجرة الملحقة بالكنيسة أو المسجد الذي يجتمع بها الأولاد فقط دون الفتيات لتعلم القراءة والكتابة دون دراسة الجغرافيا أو التاريخ أو العلوم الحديثة، في إشارة لتشابهها مع فصول محو الأمية. قال المحامي ممدوح نخلة، رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، إن فكرة إعادة "الكُتّاب" للاستخدام من عدمها ليس لها علاقة بالأديان، مؤكدا أن الكتاتيب لم ترد بنصوص القران أو بنصوص الإنجيل، مشيرا إلي ارتباطها بمتغيرات العصر، مدللا علي ذلك بارتداء العديد من السيدات للبرقع في عصر من العصور القديمة، والذي يشابه لحد كبير "النقاب" الذي ترتديه السيدات في العصر الحديث. وأضاف نخلة في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" أن الكُتّاب يرتبط بمناخ معين وحياة بدائية أكثر من ارتباطه بالمعتقدات الدينية، مشيرا إلي اعتماد الكُتّاب في الماضي علي الشيخ والقسيس لتعليم الأطفال القراءة والكتابة وتحفيظهم نصوصا من الكتب المقدسة الخاصة بهم، بجانب تعليمهم قواعد اللغة العربية، مؤكدا أن المدارس الحديثة تعتمد علي مختلف المجالات، قائلا " تجد مدرسا خاصا بالموسيقي والألعاب الرياضية والعلوم، بل ومدرسا خاصا في النصوص والبلاغة وآخر مختصا بالقواعد النحوية". وأكد نخلة أن لكل شخص الحرية في طرح الأفكار، مؤكدا أن الحاسم الوحيد للقضية هو القيم الصحيحة وتناسبها مع التطور التكنولوجي، مشيرا إلي تكفير الكنيسة في العصور القديمة للعالم جاليليو لتأكيده علي كروية الأرض، مؤكدا أن فكرته انتصرت في النهاية واعتذرت له الكنيسة عن إساءتها له وتم تقديرها لعلمه. وكان حسن لاشين، بطل العالم "الأسبق" في كمال الأجسام والمرشح لرئاسة الجمهورية، أعلن عن سعيه لإعادة "كتاب القرية" ، مؤكدا أن "الكُتّاب" سيكون للمسلم والمسيحي معًا، ليتعلم المسيحي فيها قواعد اللغة العربية ويحفظ فيها المسلم القرآن الكريم.