تقدمت جمعية "المحافظة على التراث المصري" برئاسة المهندس ماجد الراهب بدعوى قضائية ضد مسلسل سرايا عابدين وقد تطوع مكتب وائل محمد أبو العلا المحامى بالاستئناف العالي ومجلس الدولة برفع الدعوى مجاناً لحماية تاريخ مصر من التشويه. وأوضح المهندس ماجد الراهب رئيس الجمعية أن الدعوى ضد تلفزيون الشرق الأوسط (mbc) ورئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات السمعية والبصرية ووزير الثقافة والشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) والمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) وإدارة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وتضمنت المطالبة سحب تراخيص ومنع عرض ونشر واستغلال المصنف السمعي البصري المسمى سرايا عابدين فى الداخل والخارج مع إلزامه بسداد مبلغ 150 مليون جنيه على أن يتم إيداعه بصندوق (تحيا مصر) على حساب 370370 وإجراء الحجز التحفظى على نسخ المسلسل. من جانبه، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام جمعية المحافظة على التراث المصري إن مسلسل سرايا عابدين الذي عرض خلال شهر رمضان المعظم متناولاً السيرة الذاتية للخديوى اسماعيل احتوى على مغالطات وأخطاء تاريخية فادحة وأكاذيب تشوه تاريخ مصر، وقد أعلن المسلسل فى بداية حلقاته أنه دراما مستوحاة من قصة حقيقية، وأسماء من وردوا بالمسلسل أسماء حقيقية لأشخاص لعبوا دورا مهما فى تاريخ مصر. وأضاف أن المسلسل تضمن العديد من الألفاظ غير لائقة والتي لا ترتقى أو تصلح أن تدخل إلى بلاط ملكى، كما تضمن أكاذيب تتعلق بكثرة الجواري والمعروف أن الخديوي إسماعيل قد بدأ حربه ضد تجارة الرقيق فى مصر وأفريقيا تزامنا مع الحرب ضدها فى أوروبا وأمريكا وليس من المنطقي أن يكون قصره مليئا بالجواري وهو يحارب تجارتها. وأشار ريحان إلى المغالطات التاريخية ومنها أنه وقت أحداث المسلسل لم يكن إسماعيل قد حصل على لقب خديوى فقد كان لقب حاكم مصر منذ عهد حكم محمد على 1805 هو "والى مصر" وحصل إسماعيل على لقب خديوي عام 1867 كما أن الملك فؤاد من مواليد 26 مارس 1868 أي بعد الأحداث الذي يقصها المسلسل ب 8 سنوات والشخصية التى ظهرت فى المسلسل تجسد شخصيته عندما كان طفلا ما بين 8 إلى 10 سنوات أى أنه من المفترض أن تكون الأحداث عام 1878 وليس 1860. وتابع أن عيد ميلاد الخديوى ال 30 يدور فى داخل قصر عابدين أحد أهم القصور فى مصر وقد أمر الوالي إسماعيل ببناء هذا القصر الذي يحمل اسم أحد أهم القادة العسكريين لجده محمد علي بعد توليه الحكم عام 1863 وتم الانتهاء من بنائه عام 1868 وأصبح مقر الحكم الرئيسي للدولة العلوية بداية من عام 1872 أي بعد أحداث المسلسل ب 12 عاما وفى أحداث المسلسل التى تدور عام 1860 قال الخديوى إنه سيعرض الأمر على المجلس النيابي مما يعد خطأً تاريخياً حيث أن إسماعيل قام بتحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي إلى مجلس شورى النواب وافتتح أولى جلساته فى 25 نوفمبر عام 1966 أي بعد أحداث المسلسل بست سنوات. وأوضح ريحان أن أحداث المسلسل أظهرت أن الخديوى إسماعيل له ثلاث زوجات، الأولى شفق والثانية فريال والثالثة صافيناز وفى الحلقة الرابعة يتزوج من نور فلك هانم مع أن الصحيح أن نور فلك هانم هى زوجته الثانية بعد شفق وليست الرابعة، كما أن السلطان حسين كامل الابن الثانى للخديوي إسماعيل الذي ولد عام 1852 لم يظهر للنور فى أحداث المسلسل والذي ظهر قبله شقيقه الأصغر فؤاد الذي ولد عام 1868. وقال إن المسلسل شابه عدة قرائن تؤكد تعمد تشويه تاريخ مصر ومنها تأكيد السيد عبد الستار فتحى رئيس جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية أن المسلسل لم يمر على الرقابة بشكل كامل وإنما جزء منه وأن شركة الإنتاج تكفّلت بالغرامة، كما أكد الدكتور خلف الميرى أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس وكان مستشارا تاريخيًّا للمسلسل وأن القائمين على العمل لم يعرضوا عليه السيناريو كاملاً واكتفوا بسؤاله عن بعض الوقائع فقط وهو ما جعله يرفض كتابة اسمه على "تتر" العمل. وأضاف أن الأمير أحمد فؤاد الثانى نجل الملك فاروق قد أصدر بيانا جاء فيه أن مسلسل "سرايا عابدين" تضمن أكاذيب مختلقة حملت تشويهاً للخديوى إسماعيل مطالباً بالتدخل لوقف ما اعتبره مهزلة تضر بسمعة مصر وسمعة تاريخها العريق وليست سمعة الخديوى إسماعيل فحسب وأن تنويه صناع المسلسل فى بداية الحلقات على أن قصته دراما مستوحاة من قصة حقيقية أمر لا يعفى أصحاب المسلسل من المسئولية عن الإهانة المقصودة والاتهامات الكاذبة لأشخاص حقيقيين رحلوا عن عالمنا ولهم أحفاد وذرية لن تقبل بهذه الإهانات والاتهامات المُخلة بالشرف ولن تسكت عنها.
